للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثورٍ من الشّافعيّة.

وزعم ابن عبد البرّ , أنّه أولى من قول غيره للجمع بين الخبرين (١).

قال: وهو موافقٌ للنّظر , لأنّه في النّقص جَبْرٌ فينبغي أن يكون من أصل الصّلاة، وفي الزّيادة ترغيم للشّيطان فيكون خارجها.

وقال ابن دقيق العيد: لا شكّ أنّ الجمع أولى من التّرجيح وادّعاء النّسخ، ويترجّح الجمع المذكور بالمناسبة المذكورة، وإذا كانت المناسبة ظاهرةً , وكان الحكم على وفقها. كانت عِلَّة فيعمّ الحكم جميع محالّها فلا تخصّص إلاَّ بنصّ.

وتعقّب: بأنّ كون السّجود في الزّيادة ترغيماً للشّيطان فقط ممنوع، بل هو جبرٌ أيضاً لِمَا وقع من الخلل، فإنّه وإن كان زيادة فهو نقصٌ في المعنى، وإنّما سمّى النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - سجود السّهو ترغيماً للشّيطان في حالة الشّكّ كما في حديث أبي سعيد عند مسلم.

وقال الخطّابيّ: لَم يرجع من فرّق بين الزّيادة والنّقصان إلى فرقٍ صحيحٍ. وأيضاً فقصّة ذي اليدين وقع السّجود فيها بعد السّلام وهي عن نقصان.

وأمّا قول النّوويّ: أقوى المذاهب فيها قول مالك ثمّ أحمد.

فقد قال غيره: بل طريق أحمد أقوى , لأنّه قال يستعمل كلّ حديث


(١) يعني بهما حديث الباب. وحديث ابن مسعود , أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظهر خمساً، فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: وما ذاك؟ , قالوا: صليتَ خمساً، فسجد سجدتين بعد ما سلَّم. أخرجه البخاري (٤٠٤) ومسلم (٥٧٢).
وكذا حديث ذي اليدين المتقدِّم. حيث سجد بعد السلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>