قوله:(قال: قولوا اللهمّ) هذه كلمة كثر استعمالها في الدّعاء , وهو بمعنى يا الله، والميم عوض عن حرف النّداء , فلا يقال: اللهمّ غفور رحيم مثلاً , وإنّما يقال: اللهمّ اغفر لي وارحمني، ولا يدخلها حرف النّداء إلاَّ في نادر كقول الرّاجز:
إنّي إذا ما حادث ألَمَّا ... أقول يا اللهمّ يا اللهمّا.
واختصّ هذا الاسم بقطع الهمزة عند النّداء , ووجوب تفخيم لامه , وبدخول حرف النّداء عليه مع التّعريف.
وذهب الفرّاء ومن تبعه من الكوفيّين , إلى أنّ أصله يا الله وحذف حرف النّداء تخفيفاً والميم مأخوذ من جملة محذوفة مثل أمّنا بخيرٍ.
وقيل: بل زائدة كما في زرقم للشّديد الزّرقة، وزيدت في الاسم العظيم تفخيماً.
وقيل: بل هو كالواو الدّالة على الجمع كأنّ الدّاعي قال: يا من اجتمعت له الأسماء الحسنى، ولذلك شدّدت الميم لتكون عوضاً عن علامة الجمع.
وقد جاء عن الحسن البصريّ: اللهمّ مجتمع الدّعاء، وعن النّضر بن شميلٍ: مَن قال اللهمّ , فقد سأل الله بجميع أسمائه.
قوله:(صلِّ على محمّد) أخرج ابن أبي حاتم , وذكره البخاري مُعلقاً من طريق الربيع بن أنس عن أبي العالية: أنّ معنى صلاة الله على نبيّه ثناؤه عليه عند ملائكته، ومعنى صلاة الملائكة عليه الدّعاء