ووجهك بدر في الغياهب مشرق ... وكفّك في شهب السنين غمام «١»
عجيب لبدر لا يزال أمامه ... سحاب ولا يغشاه منه ظلام
وأعجب من هذا غمام إذا سطا ... تلظّى مكان البرق منه حسام
وقال الحسين بن مطير الأسدي:
له يوم بؤس فيه للناس أبؤس ... ويوم نعيم فيه للناس أنعم
فيمطر يوم الجود من كفّه النّدى ... ويمطر يوم البؤس من كفّه الدم
فلو أنّ يوم البؤس خلّى عقابه ... على الناس لم يصبح على الأرض مجرم
ولو أنّ يوم الجود خلّى يمينه ... عن المال لم يصبح على الأرض معدم
وللشيخ جمال الدين بن نباتة:
والله ما عجبي لقدرك إنه ... قدر على باغي مداه بعيد «٢»
إلّا لكونك لست تشكو وحشة ... في هذه الدنيا وأنت وحيد «٣»
ولصفي الدين الحلّي:
أثني فتثنيني صفاتك مظهرا ... عيّا وكم أعيت صفاتك خاطبا
لو أنّني والخلق جمعا ألسن ... نثني عليك لما قضينا الواجبا
وللشيخ برهان الدين القيراطي:
أوصافكم تجري أحاديثها ... مجرى النجوم الزّهر في الأفق
كما أحاديث الندى عنكم ... تسنّدها الركبان من طرق «٤»
وللشيخ جمال الدين بن نباتة:
روت عنك أخبار المعالي محاسنا ... كفت بلسان الحال عن ألسن الحمد
فوجهك عن بشر وكفّك عن عطا ... وخلقك عن نبل ورأيك عن سعد
وقال غيره:
من زار بابك لم تبرح جوارحه ... تروي أحاديث ما أوليت من منن
فالعين عن قرة والكفّ عن صلة ... والقلب عن جابر والسمع عن حسن
ولأبي فراس بن حمدان:
لئن خلق الأنام لحب كأس ... ومزمار وطنبور «٥» وعود
فلم يخلق بنو حمدان إلّا ... لمجد أو لبأس أو لجود
وقال آخر:
إنّ الهبات التي جاد الكرام بها ... مطروقة وندى كفّيك مبتكر «٦»
ما زلت تسبق حتى قال حاسدكم ... له طريق إلى العلياء مقتصر
ولمحمد بن مناذر في آل برمك:
أتانا بنو الأملاك من آل برمك ... فيا طيب أخبار وأحسن منظر
لهم رحلة في كل عام إلى الندا ... وأخرى إلى البيت العتيق المنوّر
إذا نزلوا بطحاء مكة أشرقت ... بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر
فما خلقت إلّا لجود أكفهم ... وأقدامهم إلّا لسعي مظفّر
إذا رام يحيى الأمر ذلّت صعابه ... وناهيك من داع له ومدبّر
ولما عزل إبراهيم بن المنذر عن صدقات البصرة تلقاه مجنون وأنشد: