كملت في استوائها واستقامت ... باعتدال وحسن قدّ ولطف
ومما قيل في البطيخ الأصفر:
أتانا غلام فاق حسنا على الورى ... ببطيخة صفراء في لون عاشق
فشبّهته بدرا يقد أهلة ... من الشمس ما بين النجوم ببارق
وقال آخر:
وبطيخة وافى بها فوق كفّه ... إلينا غلام فاق كلّ غلام
فخيّل لي شمس الأصيل أهلة ... يقطّعها بالبرق بدر تمام
ومما قيل في البطيخ الأخضر:
وظبي أتى في الكف منه بمدية ... وقد لاح في خدّيه شبه شقيق
فمال إلى بطيخة ثم شقّها ... وفرّقها ما بين كل صديق
فشّبهتها لما بدت في أكفّهم ... وقد علمت فيهم كؤوس رحيق
صفائح بلّور بدت في زبرجد ... مرصّعة فيها فصوص عقيق
وقال آخر:
وبطيخة خضراء في كفّ أغيد ... أتانا بها فارتاح ذو الهمّ وابتهج
وأقبل يفريها بمديته وقد فرى ... طرفه الساجي القلوب مع المهج «١»
ومما قيل في القثاء:
أنظر إليها أنابيبا منضّدة ... من الزمرّد خضرا ما لها ورق
إذا قلبت اسمها بانت ملاحتها ... وصار في عكسه أني بكم أثق
ومما قيل في الباذنجان:
وكأنّما الابذنج سود حمائم ... أوكاره خمل الرّبيع المبكر
نقرت مناقره الزمرّد سمسما ... فاستودعته حواصلا من عنبر
[ومما قيل في الأنهار والبرك والنوعير:]
أما ترى البركة الغرّاء قد كسيت ... نورا من الشمس في حافاتها طلعا
والنهر من فوقه يلهيك منظره ... شهب سماوية فارتجّ والتمعا
كأنّه السيف مصقولا يقلّبه ... كفّ الكمي إلى ضرب الكماة سعى
وقال آخر في البركة:
يا من يرى البركة الحسناء رؤيتها ... والآنسات إذا لاحت مغانيها
فلو تمر بها بلقيس عن عرض ... قالت هي الصرح تمثيلا وتشبيها
كأنّها الفضّة البيضاء سائلة ... من السبائك تجري في مجاريها
إذا علتها الصّبا أبدت لها حبكا ... مثل الجواشن مصقولا حواشيها
فحاجب الشمس أحيانا يضاحكها ... وريّق الغيث أحيانا يباكيها
إذا النجوم تراءت في جوانبها ... ليلا حسبت سماء ركبّت فيها
وقال آخر:
وبركة للعيون تبدو ... في غاية الحسن والصفاء
كأنّها إذا صفت وراقت ... في الأرض جزء من السماء
وقال محمد بن سارة المغربي:
النهر قد رقّت غلالة صبغه ... وعليه من صبغ الأصيل طراز
تترقرق الأمواج فيه كأنّها ... عكن الخصور تهزّها الأعجاز
وقال آخر:
يوم لقا بالنيل مختصرا ... ولكل وقت مسرّة قصر
فكأنّما أمواجه عكن ... وكأنما داراته سرر