وقال آخر في مقبل:
يا من تحجّب عن محب صادق ... ما زال عنه كلّ يوم يسأل
من لي بيوم فيه تسمح باللقا ... ويقال لي هذا حبيبك مقبل
ولبعضهم في مليح اسمه محسن:
وأهيف يعلو على عشّاقه ... برتبة من الجمال نالها
واسمه وهو العجيب محسن ... وكم دموع في الهوى أسالها
صفي الدين الحلي في اسم حسين:
حبيبي وافر والشوق منّي ... طويل والهوى عندي مديد
وأعجب أنني أهوى حسينا ... وشوق في محبّته يزيد
[ومما قيل في أسماء النساء:]
في فاطمة:
عجبت من فاتنة لم تزل ... لمرتجى الوصل لها فاطمة
تنكر ما ألقاه من وجدها ... وهي بشوقي والجوى عالمة
ابن مكانس في اسم عائشة:
يا دهر خبّرني بحقك واشفني ... فسهام فكري في أمورك طائشة «١»
أيحلّ أني في المحبة ميّت ... وحبيبتي من بعد موتي عائشة
شمس الدين البديري في اسم حليمة:
ولما رأتني في هواها متيّما ... أكابد من حرّ الغرام أليمه
فجادت بطيب الوصل منها ولم تجر ... ومن أين تدري الجور وهي حليمه
ولبعضهم في اسم بركة دو بيت:
لمّا نصب الهوى لقلبي شركه ... ناديت وقلبي تارك من تركه
يا قلب أفق ولا تمل لشركه ... تغنيك سنين ساعة من بركه
مردوفا أيضا:
لما نصب الهوى لقلبي شركه ... في كل طريق
ناديت وقلبي تارك من تركه ... لو كان يفيق
يا قلب أفق ولا تمل للشركه ... ما الشرك يليق
تغنيك سنين ساعة من بركه ... عن كلّ صديق
ولو تتبعت هذا المعنى لاحتجت إلى مجلدات ولكن فيما ذكرته كفاية والله الموفق وأسأله العناية وصلى الله على سيدنا ومحمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[الباب الخمسون فيما جاء في الأسفار والاغتراب وما قيل في الوداع والفراق والحث على ترك الإقامة بدار الهوان وحب الوطن والحنين إليه]
[أما ما جاء في الاسفار والحث على ترك الإقامة بدار الهوان.]
فقد قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا
«٢» الآية. وفي الأثر: سافروا تغنموا، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يعلم الناس رحمة الله للمسافر لأصبح الناس على ظهر سفر، وهو ميزان الأخلاق، إن الله بالمسافر رحيم» . ويقال:
الحركة ولود والسكون عاقر.
وقال حكيم: السفر يسفر «٣» عن أخلاق الرجال. وكان بعضهم يريد السفر فيمنعه والده إشفاقا عليه، فقال يوما: