كالصبّ حاول قبلة من إلفه ... فرأى المراقب فانثنى متوجّعا
وقال ابن تميم:
وحديقة ينساب فيها جدول ... طرفي برونق حسنها مدهوش
يبدو خيال غصونها في مائه ... فكأنّما هو معصم منقوش
وقال أيضا عفا الله عنه:
لم لا أهيم إن الرياض وحسنها ... وأظلّ منها تحت ظل صافي
والزهر حيّاني بثغر باسم ... والماء وافاني بقلب صافي
وقال آخر:
قد سعينا نبغي زيارة دوح ... قد حبانا باللطف والإكرام
ناولتنا أيدي الغصون ثمارا ... أخرجتها لنا من الأكمام
[ومما قيل في الأزهار والثمار.]
قال بعضهم في الورد:
يا راقدا ونسيم الصبح منتبه ... في روضة القصف والأطيار تنتحب
الورد ضيف فلا تجهل كرامته ... فهاتها قهوة في الكاس تلتهب
سقيا له زائرا تحيا النفوس به ... يجود بالوصل شهرا ثم يحتجب
وقال بعضهم:
ولقد رأيت الورد يلطم خدّه ... ويقول وهو على البنفسج يحنق
لا تقربوه وإن تضوع نشره ... من بينكم فهو العدوّ الأزرق
ومما قيل في البنفسج.
قال ابن المعتز:
ولا زوردية وافت بزورتها ... بين الرياض على زرق اليواقيت
كأنما فوق طاقات صففن بها ... أوائل النار في أطراف كبريت
وقال آخر:
إشرب على زهر البنفسج قهوة ... تهدي السرور لكلّ صب مكمد
فكأنه قرص بخدّ مهفهف ... أو أعين زرق كحلن بأثمد
ولبعضهم في الورد:
للورد فضل على زهر الربيع سوى ... أنّ البنفسج أزكى منه في المهج
كأنه وعيون الناس ترمقه ... آثار قرص يد في خدّ ذي غنج
وقال آخر:
يا مهديا لي بنفسجا أرجا ... يرتاح صدري له وينشرح
بشّرتني عاجلا مصحّفة ... بأنّ ضيق الأمور ينفسح
وقال غيره في النرجس:
وقضب زمرّد تعلو عليها ... عيون لم تذق طعم الغماض
توهّمت الغمام لها رقيبا ... فنكّست الرؤوس إلى الرياض
قال آخر فيه:
أنت يا نرجس روض ... لزهور الأرض ستّ
ودليل القول فيك ... أنّ أوراقك ستّ
وقال آخر:
أقول وطرف النرجس الغصن شاخص ... إليّ وللنّمام حولي إلمام
أيا رب حتى في الحدائق أعين ... علينا وحتى في الرياحين نمّام
وقال أيضا فيه:
لما تمادى الورد في زهوه ... وراح من إعجابه يرأس
تلوّن المنثور مما به ... واصفرّ من غيظ به النرجس
ومما قيل في اللينوفر لابن المعز المصري:
وبركة تزهو بلينوفر ... نسيمه يشبه نشر الحبيب «١»