للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأبى السيف والسّنان وقالا ... حدّنا دون ذاك حاشى وكلّا «١»

وله أيضا:

بأبي أهيف المعاطف لدن ... حسد الأسمر المثقف قدّه

ذو جفون مذ رمت منها كلاما ... كلّمتني سيوفهنّ محدّه

وقال آخر:

تملّك رقّي شادن قد هويته ... من الهند معسول اللمى أهيف القد

أقول لصحبي حين يرنو بطرفه ... خذوا حذركم قد سلّ صارمه الهندي

[ومما قيل في الغزل المؤنث]

للشيخ شمس الدين بن البديري:

خيال سلمى عن الأجفان لم يغب ... وطيفها عن عياني غير محتجب

وذكرها أنس روحي وهي نائية ... والقلب ما زال عنها غير منقلب

لم أصغ فيها للاح راح يعذلني ... ولا لواش خلي بات يلعب بي

عذابها في الهوى عذب ألذّ به ... ومرّ هجرانها أحلى من الضّرب «٢»

فإن نأت أو دنت وجدي كما علمت ... تشيب فيه الليالي وهو لم يشب

دعها فأمر هوى المحبوب متّبع ... وغير طاعته في الحب لم يجب

وقال عفا الله عنه:

سقى طللا حلته سلمى معاهد ... وحيّاه من دمعي مذاب وجامد

فربع به سلمى مصيف ومربع ... وأرض نأت عنها قفار جلامد

وحيث ثوت أرضا فأعذب مورد ... ولو كدّرت منها عليّ الموارد

رعى الله دهرا سالمتني صروفه ... وظلّت لياليه بسلمى تساعد

وقد غفل الواشون عنّي ولم أزل ... ويقظان طرف البين عنّي راقد

وأيامنا بالقرب بيض أزاهر ... وأوقاتنا بالوصل خضر أمالد

وأرواحنا ممزوجة وقلوبنا ... ونحن كأنا في الحقيقة واحد

وكم قد مرجنا في مروج صبابة ... ولم يطّرد فينا من البين طارد

نجرّ ذيول اللهو في قمص الهوى ... تلوح علينا للغرام شواهد

ولم يخطر التفريق منا بخاطر ... ولم نحسب الأيّام فينا تعاند

فهل أنت يا سلمى وقد حكم الهوى ... كما كنت لي أم حاد بالقلب حائد

وهل ردّنا باق وإلّا تغيرت ... على عادة الأيام منك العوائد

وهل محيت آثار رسم حديثنا ... وأنساك حفظ الود هذا التباعد

وهل تذكرين العهد إذ نحن باللوى ... وقولك لا عاش الخؤون المعاهد

وهل أنت غيّرت الذي أنا حافظ ... وهل أنت أحللت الذي أنا عاقد

وهل بدّلت منك المودة بالجفا ... وفيك يقيني بالوفا منك شاهد

وإنّي ما بدّلت عهدك في الهوى ... ولا اختلفت فيما علمت العوائد

ولا بتّ مسرورا وعيشك ليلة ... وكيف سلوّي والحبيب مباعد

فإن كنت حبل الود صرّمت طرفه ... فودي طريف في هواك وتالد «٣»

وإن قلت إنّ الحب غيّره النوى ... لعمري وجدي بالحشاشة واقد

وإن أوردوا يوما صبابة عاشق ... فبي يضرب الأمثال من هو وارد

<<  <   >  >>