وخذا النوم من جفوني فإني ... قد خلعت الكرى على العشّاق
وقال آخر:
قالوا أترقد مذ غبنا فقلت لهم ... نعم وأشفق من دمعي على بصري
ما حقّ طرف هداني نحو حسنكم ... أنّي أعذبه بالدمع والسهر
عز الدين الموصلي:
فسدت لطول بعادكم أحلامنا ... وعقولنا وجفا الجفون منام
والطيف قد وعد الجفون بزورة ... يا حبّذا إن صحّت الاحلام
[ومما قيل في السهر وطول الليل ونحو ذلك:]
قال الشاعر:
وربّ ليل سهرناه وقد طلعت ... بقية البدر في أولى تسايره
كأنّما أدهم الظلماء حين نجا ... من أشهب الصبح ألقى نعل حافره «١»
وقال آخر:
ليل المحبين مطويّ جوانبه ... مشمّر الذيل منسوب إلى القصر
ما ذاك إلّا لأنّ الصبح نمّ بنا ... فأطلع الشمس من غيظ على القمر
وقال غيره:
فلم أر مثل ليل ذوي التّصابي ... وكلّ يشتكيه بكل حال
فيشكو طوله أهل التجافي ... ويشكو قصره أهل الوصال
وقال آخر:
ليلي وليلى سواء في اختلافهما ... قد صيّراني جميعا في الهوى مثلا
يجود بالطول ليلي كلما بخلت ... بالطول ليلى وإن جادت به بخلا
وقال آخر:
إنّ الليالي للأنام مناهل ... تطوى وتنشر بينها الأعمار «٢»
فقصارهن مع الهموم طويلة ... وطوالهنّ مع السرور قصار
وقال غيره:
ربّ ليل لم أذق فيه الكرى ... حظّ عيني فيه دمع وسهر «٣»
كلّما هيّج ليلى حرقي ... صحت ياليل أما فيك سحر
وقال آخر:
يا ليل طل أو لا تطل ... لا بدّ لي من سهرك
لو بات عندي قمري ... ما بت أرعى قمرك
وقال بشار بن برد:
خليليّ ما بال الدّجى لا يزحزح ... وما بال ضوء الصبح لا يتوضّح
أضلّ إليها المستنير طريقه ... أم الدّهر ليل كله ليس يبرح
وقال آخر:
كأنّ الثريا راحة تشبر الدجى ... ليعلم طال الليل أم قد تعرّضا
فليل تراه بين شرق ومغرب ... يقاس بشبر كيف يرجى له انقضا
وقال ابن منقذ:
لما رأيت النجم ساه طرفه ... والقطب قد ألقى عليه سباتا «٤»
وبنات نعش في الحداد سوافر «٥» ... أيقنت أنّ صباحهم قد ماتا