ومنه أخذ أبو نواس قوله:
نظرت إلى وجهه نظرة ... فأبصرت وجهي في وجهه
وقال آخر:
توهمه قلبي فأصبح خدّه ... وفيه مكان الوهم من نظري أثر
ومر بفكري جسمه فجرحته ... ولم ار جسما قط تجرحه الفكر
وقال آخر:
سقى الله روضا قد تبدى لناظر ... به شادن كالغصن يلهو ويمرح
وقد نضحت خداه من ماء ورد ... وكل إناء بالذي فيه ينضح
وقال آخر:
وأهيف خدّه كسي احمرارا ... وحاز الحسن فهو بلا شبيه
فلو أخجلته بالقول جهدي ... لحمرة خدّه ما بان فيه «١»
[ومما قيل في التقبيل:]
لمظفر الأعمى:
قبلته فتلظى جمر وجنته ... وفاح من عارضيه العنبر العبق
وجال بينهما ماء ولا عجب ... لا ينطفي ذا ولا ذا منه يحترق
وقال آخر:
سألته في ثغره قبلة ... فقال ثغري لم يجز لثمه
فهاكها في الخد واقنع بها ... ما قارب الشيء له حكمه
وقال صاحب حماة:
قال الذي تيمني ... قولوا لمن خبّلته
يروم مني قبلة ... لو مات ما قبلته
وللشيخ عز الدين الموصلي:
كالزرد المنظوم أصداغه ... وخدّه كالورد لما ورد
بالغت في اللثم وقبلته ... في الخد تقبيلا يفكّ الزرد
وقال آخر:
رأيت الهلال على وجهه ... فلم أدر أيهما أنور
سوى أن ذاك بعيد المزار ... وهذا قريب لمن ينظر
وذاك يغيب وذا حاضر ... وما من يغيب كمن يحضر
ونفع الهلال قليل لنا ... ونفع الحبيب لنا أكثر
وقال ابن صابر:
قبلّت وجنته فألفت جيده ... خجلا وماس بعطفه المياس
فانهلّ من خديه فوق عذاره ... عرق يحاكي الطلّ فوق الآس «٢»
فكأنني استقطرت ورد خدوده ... بتصاعد الزفرات من أنفاسي
وقال آخر:
قبّلت رجل حبيبي ... فازورّ واحمرّ خدّا
وقال تلثم رجلي ... لقد تنازلت جدّا
فقلت ما جئت بدعا ... ولا تجاوزت حدّا
رجل سعت بك نحوي ... حقوقها لا تؤدى «٣»
ومما قيل في الوجه الحسن: