قال ابن نباتة:
إنسية في مثال الجن تحسبها ... شمسا بدت بين تشريق وتغميم
شقّت لها الشمس ثوبا من محاسنها ... فالوجه للشمس والعينان للريم
وقال عبد الله بن أبي خبيص:
تصدّ من غير علة ... بالعزّ أضحت مذلّة
كأنها حين تدنو ... شمس عليها مظلّة
وان أضاءت بليل ... تفوق نور الأهلّة
وقال آخر:
أقسم بالله وآياته ... ما نظرت عيني إلى مثله
ولا بدا وجهه طالعا ... إلّا سألت الله من فضله «١»
وقال آخر:
أقيمي مكان البدر إن أفل البدر ... وقومي مقام الشمس قد أمّها الفجر
ففيك من الشمس المنيرة نورها ... وليس لها منك التبسّم والثّغر
وقال عمر بن أبي ربيعة:
ذات حسن إن تغب شمس الضحى ... فلنا من وجهها عنها خلف
أجمع الناس على تفضيلها ... وهواهم في سوى هذا اختلف
أخذ أبو تمام هذا المعنى فرده إلى المدح فقال:
لو أن إجماعنا في فضل سؤدده ... في الدين لم يختلف في الأمة اثنان
وقال آخر:
يا مفردا في الحسن والشكل ... من دلّ عينيك على على قتلي
البدر من شمس الضحى نوره ... والشمس من نورك تستملي
وقال آخر:
ففي أربع منيّ حلت منك أربع ... فما أنا أدري أيها هّاج لي كربي
أوجهك في عيني أم الريق في فمي ... أم النطق في سمعي أم الحبّ في قلبي
فلما سمعه إسحاق بن يعقوب الكندي قال هذا تقسيم فلسفي وجعله العلوي خمسة فقال:
وفي خمسة منيّ حلت منك خمسة ... فريقك منها في فمي طيّب الرشف
ووجهك في عيني ولمسك في يدي ... ونطقك في سمعي وعرفك في أنفي «٢»
وقال ابن نباتة:
أيها العاذل الغبيّ تأمل ... من غدا في صفاته القلب ذائب
وتعجّب لطرة وجبين ... إنّ في الليل والنهار عجائب
وقال محمود المخزومي:
رأيتك في الشمس المنيرة غدوة ... فكنت على عينيّ أبهى من الشمس
لأنك تزهو إن بدا الليل بهجة ... وشمس الضحى ليست تضيء إذا تمسي
ومما قيل في البنان المخضبّ:
قال ابن الرومي:
وقفت وقفة بباب الطاق ... ظبية من من مخدرات العراق «٣»
بنت سبع وأربع وثلاث ... أسرت قلب صبّها المشتاق
قلت من أنت يا غزال فقالت ... أنا من لطف صنعة الخلّاق
لا ترم وصلنا فهذا بنان ... قد صبغناه من دم العشّاق