للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حمى ثغره مني بسيف لحاظه ... وحتّام يحمي ثغره وهو بارد

وقال آخر:

أنفقت كنز مدامعي في ثغره ... وجمعت فيه كل معنى شارد

وطلبت منه جزاء ذلك قبلة ... فمضى وراح تغزلي في البارد

وقال آخر:

رأى ثغر من أهوى عذولي فقال لي ... ولم يدر أن اللوم في خده يغري

شغلت بهذا وارتبطت بحسنه ... وأحسن ما كان الرباط على ثغر

وقال ابن ريان:

لاحت على مبسمه المشتهى ... ثلاث شامات غدت في التثام

لا تعجبوا إن كثرت حوله ... فالمنهل العذب كثير الزحام

[ومما قيل في حسن الحديث:]

قال البحتري:

ولما التقينا والنقا موعد لنا ... تعجب رائي الّدر حسنا ولا قطه «١»

فمن لؤلؤ تجلوه عند ابتسامها ... ومن لؤلؤ عند الحديث تساقطه «٢»

وقال ابن الرومي:

يمسي ويصبح معرضا فكأنّه ... ملك عزيز قاهر سلطانه

ليست إساءته بناقصة له ... درّ يساقطه إليّ لسانه

وما أحسن هذه الأبيات:

وهي من طارف الشعر ووافره وناقده وجيد الكلام وبارع الوصف:

وكلّ حديث الناس إلا حديثها ... رجيع وفيما حدثتك الطرائف

جرحن بأعناق الظباء وأعين ال ... جآذر وارتجت بهن الروادف

رجحن بأرداف ثقال وأسوق ... جزال وأعضاء عليها المطارف

[ومما قيل في رقة البشرة:]

قال ابن المعتز:

نضت عنها القيمص لصبّ ماء ... فورّد خدّها فرط الحياء «٣»

وقابلت الهواء وقد تعرت ... بمعتدل أرقّ من الهواء «٤»

ومدت راحة كالماء منها ... إلى ماء عتيد في إناء «٥»

فلما أن قضت وطرا وهمّت ... على عجل إلى أخذ الرداء

رأت شخص الرقيب على تدان ... فأسبلت الظلام على الضياء «٦»

فغاب الصبح منها تحت ليل ... وظلّ الماء يقطر فوق ماء

وقال آخر:

تغيّر عن مودته وحالا ... وكان مواصلا فطوى الوصالا

وعلّمه التدلل كيف هجري ... فليت الوصل كان له دلالا

ترى من فوق حقويه قضيبا ... إذ ما حركته خطاه مالا «٧»

وقال بشار:

وما ظفرت عيني غداة لقيتها ... بشيء سوى أطرافها والمحاجر

كحوراء من حور الجنان غريرة ... يرى وجهه في وجهها كلّ ناظر «٨»

<<  <   >  >>