لهونا بغزلان الصريمة تحته ... نميت الهوى ما بين صدر ومرفق
قال ابن المعتز:
وكم عناق لنا وكم قبل ... مختلسات حذار مرتقب
نقر العصافير وهي خائفة ... من النواطير يانع الرطب
وقال ديك الجن:
ومعدولة مهما أمالت ازارها ... فغصن وأما قدّها فقضيب
لها القمر الساري شقيق وإنها ... لتطلع أحيانا له فيغيب
أقول لها والليل مرخ سدوله ... وغصن الهوى غضّ النّبات رطيب
لأنت المنى يا زين كل مليحة ... وأنت الهوى أدعى له فأجيب
وقال آخر:
يا ليل دم لي لا أريد براحا ... حسبي بوجه معذبي مصباحا
حسبي بمضحكه إذا استضحكته ... مستغنيا عن كل نجم لاحا
طوّقته طوق العناق بساعد ... وجعلت كفّي للثام وشاحا
هذا هو اليوم النعيم فخلنا ... متعانقين فلا نريد براحا
وقال آخر:
ولم أنس ضمّي للحبيب على رضا ... ورشفي رضابا كالرحيق المسلسل
ولا قوله لي عند تقبيل خدّه ... تنقّل فلذّات الهوى في التنقّل
[ومما قيل في السمن:]
قال الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي رضي الله عنه يقول: ما رأيت سمينا عاقلا إلا محمد بن الحسن.
قال الشاعر:
لا أعشق الأبيض المنفوخ من سمن ... لكنني أعشق السّمر المهازيلا
إني امرؤ أركب المهر المضمّر في ... يوم الرهاب وغيري يركب الفيلا
[ومما قيل في مدح الألوان والثياب:]
مدح البياض: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «البياض نصف الحسن» . وكان صلى الله عليه وسلم أبيض أزهر اللون مشربا بحمرة.
قال الشاعر:
بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شمّ الأنوف من الطراز الأول
ومما قيل في مدح السواد:
قيل لبعضهم: ما تقول في السواد؟ قال: النور في السواد. أراد بذلك نور العينين في سوادهما.
وقال بعضهم:
قالوا تعشّقتها سوداء قلت لهم ... لون العوالي ولون المسك والعود
إني امرؤ ليس شأن البيض مرتفعا ... عندي ولو خلت الدنيا من السود
وقال الحيقطان:
لئن كنت جعد الرأس اللون فاحم ... فأنّي بسيط الكف والعرض أزهر «١»
وإن سواد اللون ليس بضائري ... إذا كنت يوم الروع بالسيف أخطر
دخل إبراهيم بن المهدي على المأمون فقال: إنك لنعم الخليفة الأسود، فقال إبراهيم: نعم، فتمثل المأمون ببيت نصيب، فقال:
إن كنت عبدا فنفسي حرّة كرما ... أو أسود اللون إني أبيض الخلق
ثم قال يا عم: أخرجنا الهزل إلى الجد، فأنشد إبراهيم:
ليس يزري السواد بالرجل الشهم ... ولا بالفتى الأريب الأديب
إن يكن للسواد فيك نصيب ... فبياض الأخلاق منك نصيبي
وقال آخر:
لام العواذل في سوداء فاحمة ... كأنّها في سواد القلب تمثال