للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليه، ففعل، واطمأن إليه، وألفه وصار يحرسه، وبقيت الألفة فيه لأولاده إلى يوم القيامة، وقيل: إن أول من اتخذ الكلب بعد آدم نوح عليهما الصلاة والسلام، وذلك لأن قومه كانوا يعمدون بالليل، فيفسدون ما صنعه في السفينة بالنهار، فأمره الله أن يتخذ كلبا حارسا، ففعل، قال: فكان إذا أتاه مفسد قام عليه، فيستيقظ نوح عليه الصلاة والسلام فيدفعه.

فائدة أخرى: قيل: كان كلب أهل الكهف أسمر، واسمه قطمير، وقيل: أصفر، وقيل: خلنجي اللون وليس في الحيوان ما يدخل الجنة، إلا هو وكبش إسماعيل وناقة صالح وحمار العزير وبراق النبي صلى الله عليه وسلم.

فائدة أخرى: إذا نبح عليك كلب، وخفت منه فاقرأ يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ ٣٣

«١»

. وقل بعد ذلك: لا إله إلا الله، فإنك تكفاه.

[(حرف اللام) :]

[(لغلغ)]

طير معروف. قيل: إنه من طيور الفواخت ويأتي إلى أرض مصر في أيام الشتاء، فيأكل ما قسم الله له من الرزق، ويأكل منه من له فيه رزق، ثم يرحل إلى بلاده.

[(حرف الميم) :]

[(مالك الحزين)]

طير يوجد بالضحضاح غذاؤه السمك وسمي بذلك لأنه قيل: أنه لا يشرب حتى يروى خوفا من أن ينقص الماء، وإذا نشف الضحضاح حزن لأنه لا يستطيع العوم، ونظيره دويبة بأرض فارس معروفة عندهم يقال: إن غذاءها التراب، فإذا أكلت لا تشبع خوفا من أن يفرغ.

[(حرف النون) :]

[(نمل)]

قال عليه الصلاة والسلام: ألا تنظرون إلى صغير من خلق الله كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه، وفلق له السمع والبصر، وسوى له العظم والبشر. انظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بحلظ البصر ولا بمستدرك الفكر كيف دبت على الأرض، وسعت في مناكبها، وطلبت رزقها تنقل الحبة إلى جحرها تجمع في حرها لبردها وفي وردها لصدرها لا يغفل عنها المنان ولا يحرمها الديان، ولو فكرت في مجاري أكلها في علوها وسفلها وما في الجوف من شراسيف بطنها، وما في الرأس من عينها وأذنها لقضيت من خلقها عجبا، وللقيت من وصفها تعبا، فتعالى الذي أقامها على قوائمها، وبناها على دعائمها لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه على خلقها قادر، لا إله إلا هو ولا معبود سواه. وقيل:

إذا خافت على حبها أن يعفن أخرجته إلى ظهر الأرض ليجف، وقيل: إنها تفلق الحبة نصفين خوفا من أن تنبت، فتفسد إلا الكزبرة، فإنها تفلقها أربعا لأنها من دون الحب ينبت نصفها، وليس كل أرباب الفلاحة يعرف هذا، فسبحان من ألهمها ذلك، وقيل: إنها تشم رائحة الشيء من بعيد ولو وضعته على أنفك لم تجد له رائحة، وإذا عجزت عن حمل شيء استعانت برفقتها، فيحملونه جميعا إلى باب جحرها، وقيل: إذا انفتح باب قرية النمل، فجعلت فيه زرنيخا أو كبريتا هجرتها، والله أعلم.

[(نحل)]

حيوان ليس له نظر في العواقب وله معرفة بفصول السنة، وأوقاتها وأوقات المطر، وفي طبعه الطاعة لأميره والانقياد له، ومن شأنه في تدبير معاشه أنه يبني له بيتا من الشمع شكلا مسدسا لا يوجد فيه اختلاف كالقطعة الواحدة إذا طار ارتفع في الهواء وحط على الأماكن النظيفة، وأكل نوار الزهر، والأشياء الحلوة وشرب من الماء الصافي، وأتى، فأخرج ذلك، فأول ما يخرج الشمع ليكون كالوعاء، ثم العسل وقيل: إنه يقسم الأعمال، فبعضه يعمل البيوت، وبعضه يعمل الشمع، وبعضه يعمل العسل، وفي طبعه النظافة فيجعل رجيعه خارج الخلية، وما مات منه أخرجه ورماه، وعنده الطرب فيحب الأصوات اللذيذة، وله آفات تقطعه كالظلمة والغيم والريح، والمطر والدخان والنار، وكذلك المؤمن له آفات تقطعه منها ظلمة الغفلة، وغيم الشك، وريح الفتنة، ودخان الحرام ونار الهوى.

فائدة: قيل: مرض شخص، فقال: إئتوني بماء وعسل، فأتوه بذلك، فخلط الجميع وشربه فشفي. وروي أن شخصا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بطن أخيه، فأمره بشرب العسل، فشربه، ثم جاء ثانيا، فأمره بشربه، ثم جاء في الثالثة، فقال يا رسول الله: إن بطنه لم يزل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الله وكذب بطن أخيك اسقه عملا، فسقاه الثالثة فشفي» .

نادرة: قيل إن بعضهم حضر مجلس المنصور، فقال بعض الحاضرين المراد من قوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ

«٢»

. أهل البيت فإنهم

<<  <   >  >>