وعن علي رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه ووسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها» . وعنه: ما من قوم كان بينهم مشورة فحضر من اسمه محمدا أو أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلا كان خيرا لهم، وما من مائدة وضعت فحضر عليها من اسمه محمد أو أحمد إلا قدس الله ذلك المنزل في كل يوم مرتين كل ذلك ببركة هذا الاسم الشريف.
[ومما جاء في مدح الأسماء منظوما:]
قال بعضهم في مليح اسمه إبراهيم:
رأيت حبيبي في المنام معانقي ... وذلك للمهجور مرتبة عليا
وقد رقّ لي من بعد هجر وقسوة ... وما ضرّ إبراهيم لو صدّق الرؤيا
وفيه أيضا:
لا زال بابك كعبة محجوجة ... وترابها فوق الجباه وسيم «١»
حتى ينادى في البقاع بأسرها ... هذا المقام وأنت إبراهيم
وفيه أيضا:
يا سمّي الخليل إنّ فؤادي ... فيه من لوعة الغرام جحيم
وعجيب يا قاتلي أنّ قلبي ... فيه نار وأنت فيه مقيم
ولبعضهم في مليح اسمه عمر:
يا أعدل الناس اسما كم تجور على ... فؤاد مضناك بالهجران والبين
أظنّهم سرقوك القاف من قمر ... وأبدلوها بعين خيفة العين
وفيه أيضا:
ما عليهم في الهوى لو نظروا ... حين سمّوك فقالوا عمر
أبدلوا قافك عينا غلطا ... أخطأوا ما أنت إلّا قمر
ولبعضهم في مليح اسمه يوسف:
يا من سبى الشعراء نمل عذاره ... النجم يشهد لي بأني مدنف
صيّرت قلبي من صدودك فاطرا ... فامنن عليّ بزورة يا يوسف «٢»
وللصفي الحلي فيمن اسمه داود:
وثقت بأنّ قلبي من حديد ... وفيه على الهوى بأس شديد
فلان على هواك ولا عجيب ... إذا داود لان له الحديد
وله فيمن اسمه موسى:
أتى موسى بآية خال خد ... حوته صوارم الحدق المراض
فآية ذا بياض في سواد ... وآية ذا سواد في بياض
فجاء بضدّ ما قد جاء موسى ... كليم الله في الحقب المواضي
وللقيراطي في مليح اسمه بدر:
سموه بدرا وذاك لمّا ... أن فاق في حسنه وتمّا
وأجمع الناس إذا رأوه ... بأنه اسم على مسمى
ولمؤلفه رحمه الله تعالى في قاضي القضاة علم الدين صالح البقليني:
وعظ الأنام أمامنا الحبر الذي ... سكب العلوم كبحر فضل طافح
فشفى القلوب بعلمه وبوعظه ... والعلم يشفي إن يكن من صالح
وتوجهت مرة إلى بلناج لأجتمع بالحاج خليل بن منصور في ضرورة فلم أجده ولم يقم أحد من أخوته بقضاء ما توجهت بسببه فقلت:
خصال خليل كلّهنّ حميدة ... وأوصافه تزري بكل جميل
فلا خير في بلتاج إن لم يكن بها ... ولا خير في الدنيا بغير خليل