للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبصارهم سليمة ولولا أن هناك لطيفة لا يتساوى الإنسان فيها يعني في علمها لما استأثر بعلم ذلك طائفة دون أخرى.

وقيل القيافة لبني مدلج في أحياء مضر. واختلف رجلان من القافة في أمر بعير وهما بين مكة ومنى فقال أحدهما: هو جمل، وقال الآخر: هي ناقة، وقصدا يتبعان الأثر حتى دخلا شعب بني عامر فإذا بعير واقف فقال أحدهما لصاحبه: أهو ذا؟ قال: نعم، فوجداه خنثى فأصابا جميعا.

ومنهم من كان يخط الرمل في الأرض ويقول فيوافق قوله ما يأتي بعد.

وقال رجل شردت لي إبل فجئت إلى خراش فسألته عنها، فأمر بنته أن تخط لي في الأرض فخطت ثم قامت فضحك خراش ثم قال: أتدري قيامها لأي شيء؟ قلت:

لا، قال: قد علمت أنك تجد إبلك وتتزوجها، فاستحيت ثم خرجت فوجدت إبلي ثم تزوجتها.

وخرج عمرو بن عبد الله بن معمر ومعه مالك بن خراش الخزاعي غازيين، فمرا بامرأة وهي تخط للناس في الأرض فضحك منها مالك هزوا وقال: ما هذا؟ فقالت:

أما والله لا تخرج من سجستان حتى تموت ويتزوج عمرو هذا زوجتك فكان كما ذكرت.

[وأما الزجر والعرافة:]

فأحسنه ما روي أن كسرى أبرويز بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث زاجرا ومصورا، فقال للزاجر: أنظر ما ترى في طريقك وعنده، وقال للمصور: ائتني بصورته، فلما عاد إليه أعطاه المصور صورته صلى الله عليه وسلم فوضعها كسرى على وسادته ثم قال للزاجر: ماذا رأيت؟ قال: ما رأيت ما أزجر به إلا أنه سيعلوا أمره عليك لأنك وضعت صورته على وسادتك.

وبعث صاحب الروم إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا وقال له:

أنظر إليه ومل إلى جانبه وانظر إلى ما بين كتفيه حتى ترى الخاتم والشامة، فقدم الرسول فرأى النبي صلى الله عليه وسلم على نشز عال واضعا قدميه في الماء وعن يمينه علي رضي الله عنه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: تحول فانظر ما أمرت به، فنظر الرسول فلما رجع إلى صاحبه أخبره الخبر، فقال:

ليعلون أمره وليملكن ما تحت قدمي، فتفاءل بالنشز العلو وبالماء الحياة.

وقال المدايني وقع الطاعون بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان، حين أتاها، فخرج هاربا ونزل بقرية من قرى الصعيد، فقدم عليه حين نزلها رسول لعبد الملك بن مروان فقال للرسول: ما اسمك؟ قال:

طالب بن مدرك، فقال: أواه ما أظن أني أرجع إلى الفسطاط. فمات ولم يرجع.

وكانت نائلة بنت عمار الكلبي تحت معاوية فقال لفاختة بنت قرظة: اذهبي فانظري إليها، فذهبت ونظرت فقالت:

ما رأيت مثلها ولكني رأيت تحت سرتها خالا ليوضعن معه رأس زوجها في حجرها فطلقها معاوية، وتزوجها بعده رجلان حبيب ابن مسلمة والنعمان بن بشير فقتل أحدهما ووضع رأسه في حجرها.

وبينما مروان بن محمد جالس في إيوانه يتفقد الأمور إذ تصدعت زجاجة من الإيوان فوقعت منها الشمس على منكب مروان، وكان هناك عراف وقيل قياف، فقام فتبعه ثوبان مولى مروان فسأله فقال: صدع الزجاج صدع السلطان ستذهب الشمس بملك مروان بقوم من الترك أو خراسان ذلك عندي واضح البرهان، فما مضى غير شهرين حتى مضى ملك مروان.

وروي المدايني أن عليا رضي الله عنه بعث معقلا، في ثلاثة آلاف ليقيم بالرقة وذلك في وقعة صفين، فسار حتى نزل الحديبية فبينما هو ذات يوم جالسا إذ نظر إلى كبشين ينتطحان فجاء رجلان فأخذ كل واحد منهما كبشا فذهب به، فقال شداد بن أبي ربيعة الخثعمي الزاجر: إنكم لتصرفون من موجهكم هذا لا تغلبون ولا تغلبون أما ترى الكبشين كيف انتطحا حتى حجز بينهما فتفرقا ولا فضل لأحدهما على الآخر.

وحكي: أن الاسكندر ملك بعض البلاد فدخل فيها فوجد امرأة تنسج ثوبا فلما رأته قالت له: أيها الملك قد أعطيت ملكا ذا طول وعرض ثم دخل عليها بعد ذلك فقالت: ستعزل من الملك، قال: فغضب عند ذلك فقالت له: لا تغضب فإنك في المرة الأولى دخلت علي والشقة بيدي أدير طولها وعرضها، ودخلت علي الآن والشقة في يدي أريد قطعها لأني قد فرغت من نسجها فلا تغضب فإن النفوس تعلم أشياء بعلامات. قال الراوي: فكان كذلك.

وحكي: أن سيف بن ذي يزن لما استنجد كسرى على قتال الحبشة بعث إليه بجيش عظيم، فخرج إليهم ملك الحبشة وهو مسروق بن أبرهة في مائة ألف من الحبشة، وكان بين عينيه ياقوتة حمراء بعلاقة من الذهب على تاجه تضيء كالنور وهو على فيل عظيم، قال: وكان في عسكر ذي يزن رجل يقال له زهير فتأمل ذلك منه ثم قال لأميره

<<  <   >  >>