تحريم يعقوب عليه الصلاة والسلام أكلها فباجتهاد منه، وذلك أنه كان يسكن البوادي، فاشتكى عرق النسا، فلم يجد ما يلائمه إلا ترك أكل لحومها، فلذلك حرمها. وأما انتقاض الوضوء بأكل لحمها، فاختلف العلماء في ذلك، فهب الأكثرون إلى أنه لا ينقض، وعليه الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وأبي، وابن عباس، وأبو الدرداء، وأبو طلحة، وعامر بن ربيعة، وأبو أمامة، وجماهير التابعين، وبه أخذ مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأصحابهم، وخالف في ذلك أحمد وإسحاق، ويحيى بن يحيى، وابن المنذر، وابن خزيمة، واختاره البيهقي، وهو مذهب الشافعي القديم.
خواصه: قال ابن زهير وغيره: أكل لحمه يزيد في الباه «١»
وفي الإنعاظ بعد الجماع، وبوله يفيق السكران، ووبره إذا أحرق وذر على دم سائل قطعه، وقراده إذا ربط على كم عاشق يزول عشقه.
[(الأرضة)]
بفتح الهمزة والراء دويبة صغيرة كنصف العدسة تأكل الخشب والورق، ولما كان فعلها في الأرض أضيف اسمها إليها. قال القزويني: إذا أتى على الأرضة سنة نبت لها جناحان طويلان تطير بهما، ويقال: إنها الدابة التي دلّت الجن على موت سليمان عليه الصلاة والسلام، ومن شأنها أنها تبني لنفسها بيتا من عيدان تجمعها مثل بيت العنكبوت مخرطا من أسفله إلى أعلاه، وله في إحدى جهاته باب مربع، ومنه تعلم الأوائل وضع النواويس لموتاهم، والنمل عدوها، وهو أصغر منها، فيأتي من خلفها ويحتملها ويمشي بها إلى حجره لأنه إذا أتاها مستقبلا لا يغلبها.
[(الأرنب)]
حيوان شبه العناق قصير اليدين طويل الرجلين يطأ الأرض على مؤخر قدميه، وهو اسم يطلق على الذكر والأنثى وله شدة شبق وربما تسفد وهي حبلى، ويكون عاما ذكرا وعاما أنثى. ومن عجائبها أنها تنام وعيناها مفتوحتان، فيأتي الصياد، فيظنها مستيقظة. قيل: من رأى أرنبا عند خروجه من بيته أول ما يخرج أو رآه عند قيامه من نومه، واصطبح به لم تقض له حاجة في ذلك اليوم. ومن عجيب أمره أن تحمل الأنثى منه باثنين وثلاثة وأربعة، ولا تلد إلا تحت الأرض خوفا على أولادها من الإنسان، وتحفر تحت الأرض الحفائر القوية حتى أنها تخرب الجدران، وعند ولادتها ينتحل شعرها وهي تحضن الأولاد إلى عشرين يوما، ومن طبعه أنه أبله، وفيه قوة وشدة وفي سفاده حالة نزوة يصرخ الذكر والأنثى كالسنانير، فإذا وقع منه الإنزال وقع على الأرض قليل الحركة، وعند سفاده تدير له وجهها فإذا ملكها بعد ذلك فإنها تجري به وهو راكب عليها ويجري معها.
فائدة: ذكر ابن الأثير في الكامل أن صديقا له أصطاد أرنبا وله أنثيان وذكر وفرج «٢»
. وقيل: التقطت الأرنب تمرة فاختلسها الثعلب، فأكلها، فانطلقا يتخاصمان إلى الضب، فقالت الأرنب: يا أبا حسل، فقال: سميعا دعوت. قالت: أتيناك لنختصم قال: عادلا وحكيما.
قالت: فاخرج إلينا، قال: في بيته يؤتى الحكم. قالت:
إني وجدت تمرة حلوة قال: فكليها. قالت: اختلسها الثعلب. قال: لنفسه بغى الخير. قالت: فلطمته. قال:
بحقك أخذت، قالت: فلطمني. قال: اقتص. قالت:
فاقض بيننا. قال: قد قضيت، فذهبت أقواله أمثالا.
ومن ذلك ما حكي أن عدي بن أرطأة أتى شريحا القاضي في مجلس حكمه، فقال له: أين أنت؟ قال: بينك وبين الحائط. قال: فاسمع مني. قال: للاستماع جلست. قال: إني تزوجت امرأة. قال: بالرفاه والبنين، قال: فشرط أهلها أن لا أخراجها من بينهم، قال: أوف لهم بالشرط. قال: فأنا أريد الخروج. قال: الشرط أملك. قال: أريد أن أذهب. قال: في حفظ الله. قال:
فاقض بيننا. قال: قد فعلت. قال: فعلى من قضيت؟
قال: على ابن أمك. قال: بشهادة من؟ قال: بشهادة ابن أخت خالك.
الخواص: قال الجاحظ من علق عليه كعب أرنب لم تضره عين ولا سحر، وأكل دماغه يبرىء من الارتعاش العارض من البرد، وإن شربت المرأة الحامل أنفحة الذكر، ولدت ذكرا، وإن شربت أنفحة الأنثى ولدت أنثى، وإن علقت عليها زبلها لم تحمل، والأرنب البحري من السموم فلا يحل أكله.
[(سقنقور)]
دابة شكلها كالوزغة إذا أخذت وسلخت وملحت وشربت منها مقدار مثقال زاد في الباه وهو من الأشياء النفيسة عند أهل الهند يقال: إنه يهدى إليهم فيذبحونه بسكين من الذهب، ويحشونه من ملح مصر، فإذا وضعوا منه مثقالا على لحم أو بيض نفع نفعا عظيما.
[(الأفعى)]
الأنثى من الحيات والذكر أفعوان، وهو يعيش