لا زال سعدك جديد ... دائم وجدك سعيد
ولا برحت مهنى ... بكل صوم وعيد
في الدهر أنت الفريد ... وفي صفاتك وحيد
والخلق شعر منقح ... وأنت بيت القصيد
يا من جنابه شديد ... ولطف رأيه سديد
ومن يلاقي الشدائد ... بقلب مثل الحديد
لا زلت في تأييد ... في الصوم والتعييد
ولا برحت مهنى ... بكل عام جديد
نحن لذكرك نشيد ... بقولنا والنشيد
ونبعث أوصاف مدحك ... على خيول البريد
ظلك علينا مديد ... ما فوق جودك مزيد
وكم غمرت بفضلك ... قريبنا والبعيد
لا زلت في كل عيد ... تحظى بجد سعيد
عمرك طويل وقدرك ... وافر وظلك مديد
لا زال قدرك مجيد ... وظل جودك مديد
ولا برحت موقى ... كما يوقى الوليد
ما زال برك يزيد ... على أقل العبيد
وما برح جود كفك ... منا كحبل الوريد
لا زال برك مزيد ... دائم وبأسك شديد
ولا عدمنا نوالك ... في صوم فطر وعيد
[ومما قيل في فن الحماق:]
أنا ما عبوري الحمام ... لجسمي لكي ينظف
إلا لدمع جاري ... على الما ولا يوقف
وديك المجاري تجري ... ودمعي يسابقها
تقول الأنام في الحمام ... له أحباب فارقها
وقال آخر:
ترى كل من نعشقو ... علينا يقيم أنفه
فاسلاه واترك هواه ... وسد الطريق خلفه
وإن زاد على عشقوا ... وزاد بي الهوى والذل
تركتو ولو كان يحيي ... لأهل القبور الكل
وقد انتهى الكلام فيما أشرت إليه من الفنون السبعة وذكرت منها ما تبتهج به النفوس وتقرّ به العيون، واختصرت ذلك إلى الغاية، فجاء بتوفيق الله في الحسن نهاية، وأسأل الله التوفيق بمنه وكرمه والمزيد من بره ونعمه، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
[الباب الثالث والسبعون في ذكر النساء وصفاتهن ونكاحهن وطلاقهن وما يحمد ويذم من عشرتهن]
وفيه فصول
[الفصل الأول في النكاح وفضله والترغيب فيه]
قال الله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ
«١» الآية. وقال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ
«٢» . وقال تعالى: وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّساءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ
«٣» الآية.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» «٤» .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عوار عندكم» ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة» . وقال صلى الله عليه وسلم:
«سوداء ولود خير من حسناء عقيم» .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحسن النساء بركة أحسنهن وجها وأرخصهن مهرا فينبغي للرجل إذا أراد أن يتزوج أن يرغب في ذات الدين وأن يختار الشرف والحسب» .
كما حكي أن نوح بن مريم قاضي مرو أراد أن يزوج ابنته، فاستشار جارا له مجوسيا، فقال: سبحان الله يستفتونك وأنت تستفتيني! قال: لا بد أن تشير عليّ.
قال: إن رئيسنا كسرى كان يختار المال، ورئيس الروم قيصر كان يختار الحسب والنسب، ورئيسكم محمد كان