بكيت فأضحكت الوشاة شماتة ... كأني سحاب والوشاة بروق
ولمؤلفه رحمه الله تعالى:
يا سادة في سويد القلب مسكنكم ... وفي منامي أرى أني أعانقهم
أو حشتمونا وعزّ الصبر بعدكمو ... يا من يعزّ علينا أن نفارقهم
وقال آخر:
لو أنّ مالك عالم بذرى الهوى ... ومحله من أضلع العشّاق
ما عذب العشّاق إلّا بالهوى ... وإذا استغاثوا غاثهم بفراق
وقال ابن الوردي:
دهرنا أضحى ضنينا ... باللقا حتى ضنينا «١»
يا ليالي الوصل عودي ... إجمعينا أجمعينا
وقال الشريف الرضي:
عللاني بذكرهم واسقياني ... وامزجا لي دمعي بكأس دهاق «٢»
وخذا النوم من جفوني فإني ... قد خلعت الكرى على العشّاق
وقال آخر عند ذلك:
قالوا أترقد إذ غبنا فقلت لهم ... نعم وأشفق من دمعي على بصري
ما حقّ طرف هداني نحو حسنكمو ... أني أعذّبه بالدّمع والسهر
وقال الموصلي:
فسدت لطول بعادكم أحلامنا ... وعقولنا وجفا الجفون منام
والطيف قد وعد الجفون بزورة ... يا حبّذا إن صحّت الأحلام
[ومما قيل في البكاء:]
قال الشاعر:
رجوت طيف خياله ... وكيف لي بهجوع
والذاريات جفوني ... والمرسلات دموعي
وقال آخر:
إرحم رحمت للوعتي ... وابعث خيالك في الكرى «٣»
ودموع عيني لا تسل ... عن حالها يا ما جرى
وقال آخر:
إن عيني مذ غاب شخصك عنها ... يأمر السّهد في كراها وينهى
بدموع كأنّهن الغوادي ... لا تسل ما جرى على الخدّ منها
وقال آخر:
يا قلب صبرا على الفراق ولو ... روّعت ممّن تحب بالبين
وأنت يا دمع إن ظهرت بما ... أخفيه من قلبي سقطت من عيني
وقال آخر:
خاض العواذل في حديث مدامعي ... ممّا غدا كالبحر سرعة سيره
خبّأته لأصون سرّ هواكمو ... حتى يخوضوا في حديث غيره
وقال ابن المواز:
رحت يوم الفراق أجري دموعي ... حسرة إذ قضى الفراق ببيني «٤»
قيل كم إذا تجري دموعك تعمى ... أوقف الدمع قلت من بعد عيني
وقال آخر:
لما لبست لبعده ثوب الضّنى ... وغدوت من ثوب اصطباري عاريا