وهام في الخال أقوام وما علموا ... أنّي أهيم بشخص كله خال «١»
وقيل لمدني: كيف رغبتم في السواد؟ فقال: لو وجدنا بيضاء لسوّدناها.
وقال آخر:
يكون الخال في خد قبيح ... فيكسوه الملاحة والجمالا
فكيف يلام ذو عشق على من ... يراها كلّها في الخد خالا
وقال آخر:
فاستحسنوا الخال في خد فقلت لهم ... إنّي عشقت مليحا كلّه خال
وقال أبو حاتم المدني ينشد:
ومن يك معجبا ببنات كسرى ... فإنّي معجبا ببنات حام «٢»
وتفاخرت حبشية ورومية، فقالت الرومية: أنا حبة كافور، وأنت عدل فحم «٣» ، فقالت الحبشية: أنا حبة مسك، وأنت عدل ملح.
وقد قال الشاعر:
أحب لحبّها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب
وقال آخر:
أشبهك المسك وأشبهته ... قائمة في لونه قاعده
لا شكّ إذ لونكما واحد ... أنّكما من طينة واحده
[ومما قيل في الصفرة:]
قال الشاعر:
أصفراء كان الهجر منك مزاحا ... ليالي كان الود منك مباحا
كأنّ نساء الحي ما دمت فيهم ... قباحا فلمّا غبت صرن ملاحا «٤»
وقال آخر:
قالوا به صفرة شانت محاسنه ... فقلت ما ذاك من عيب به نزلا
عيناه مطلوبة في ثار من قتلت ... فلست تلقاه إلّا خائفا وجلا
[ومما قيل في طول اللحية:]
قيل: إن اللحية الطويلة عش البراغيث. ونظر يزيد الشيباني إلى رجل ذي لحية عظيمة تلتف على صدره وإذا هو خاضب «٥» ، فقال له: يا هذا إنك من لحيتك في مؤنة، فقال: أجل، ولذلك أقول:
لها درهم للدهن في كل جمعة ... وآخر للحنّاء ينتدبان
ولولا نوال من يزيد بن مزيد ... لأصبح في حافاتها الحمنان «٦»
وقال إسحاق بن خلف في قصير طويل اللحية:
ماشيت داود فاستضحكت من عجب ... كأنّه والد يمشي بمولود
ما طول داود إلا طول لحيته ... يظن داود فيها غير موجود
وقال ابن المقفع:
تأملت أسواق العراق فلم أجد ... دكاكينهم إلّا عليها المواليا
جلوسا عليها ينفضون لحاءهم ... كما نفضت عجف البغال المخاليا «٧»
[ومما جاء في عظم الخلقة والطول والقصر:]
قيل: خرب القهنذر «٨» فبرزت منه جماجم أموات، فتصدعت جمجمة فانتشرت أسنانها، فوزن السن منها.
فكان وزنها أربعة أرطال، فأتي بها إلى ابن المبارك، فجعل يقلبها ويتعجب من عظمتها، ثم قال: