النساء من الأوصاف البارعة مع جودة السبك ورقة اللفظ ما لذي الرمة حتى كأنه حضري من أهل المدن لا من أهل الوبر.
وقال آخر:
ومحكم أعطافه ... في قتل صب ما غوى
فاعجب لعادل قدّه ... في النفس يحكم بالهوى
وقال آخر:
ومهفهف عني يميل ولم يمل ... يوما إليّ فصحت من ألم الجوى
لم لا تميل إليّ يا غصن النقا ... فأجاب كيف وأنت من أهل الهوى
[ومما قيل في الساق:]
قال ذو الرمّة:
لم أنسه إذ قام يكشف عامدا ... عن ساقه كاللؤلؤ البرّاق
لا تعجبوا إن قام فيه قيامتي ... إنّ القيامة يوم كشف السّاق
وقال آخر:
جاءت بساق أبيض أملس ... كلؤلؤ يبدو لعشّاقها
وقال ابن منقذ:
بدر ولكنّه قريب ... ظبي ولكنّه أنيس
إن لم يكن قدّه قضيبا ... فما لأعطافه تميس «١»
[ومما قيل في مشي النساء:]
قال بعضهم:
يهززن للمشي أطرافا مخضّبة ... هزّ الشمال ضحى عيدان نسرين
أو كاهتزاز رديني تداوله ... أيدي الرجال فزاد المتن في اللين»
وقال آخر:
يمشين مشي قطا البطاح تأودا «٣» ... قبّ البطون «٤» رواجح الأكفال «٥»
فكأنهن إذا أردن زيارة ... يقلعن أرجلهنّ من أوحال
[ومما قيل في العناق وطيبه:]
لابن المعتز:
ما أقصر الليل على الرافد ... وأهون السقم على العائد
كأننّي عانقت ريحانة ... تنفسّت في ليلها البارد
فلو ترانا في قميص الدّجى ... حسبتنا في جسد واحد
وقال آخر:
وموشح نازعت فضل وشاحه ... وأعرته من ساعديّ وشاحا
بات الغيور يشقّ جلدة وجهه ... وأمال أعطافا عليّ ملاحا
وقال ابن المعدل:
أقول وجنح الدّجى مسبل ... واللّيل في كلّ فج يد
ونحن ضجيعان في مسجد ... فلله ما ضمنّا المسجد
أيا غد إن كنت لي محسنا ... فلا تدن من ليلتي يا غد
ويا ليلة الوصل لا تقصري ... كما ليلة الهجر لا تنفد
وقال آخر:
ليل رقيق الطرتين تظلمّت ... كواكبه من بدره المتألق «٦»