يا رازق النعّاب في عشه ... وجابر العظم الكسير المهيض
ومن طبعه أنه لا يتعاطى الصيد بل إن وجد رمة أكل منها ويقم من الأرض ما وجد ويسمى بالفاسق لأنه لما أرسله نوح عليه السلام ليكشف عن الماء، وجد في طريقه رمة فسقط عليها وترك ما أرسل إليه، ويسمى بالبين لأنه إذا رحل العرب من مكان نزل فيه وزعق في أثرهم. ومن الغرائب أن بين الغراب وبين الذئب إلفة وذلك إنه إذا رأى الذئب بقر بطن شاة سقط وأكل منها ومعه الذئب لا يضره.
الخواص: إذا غمس الغراب في الخل ثم جفف وسحق ريشه وطلي به الشعر سوده، وإذا علق منقاره على إنسان زالت عنه العين، وزبل الغراب الأبقع ينفع الخوانيق والخنازير طلاء، وإن صر في خرقة على من به السعال زال.
[(غرغر)]
دجاج بني إسرائيل يقال إن فرقة من بني إسرائيل كانت بتهامة، فطغت وبغت وتجبرت وكفرت، فعاقبهم الله تعالى بأن جعل رجالهم القردة وكلابهم الأسود وعنبهم الأراك وجوزهم المقل ودجاجهم الغرغر، وهو دجاج الحبشة فلا ينفع لحمه لرائحته الكريهة، وهذا مشاهد في زماننا هذا الآن على ما نقل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
[(حرف الفاء) :]
[(فاختة)]
طير أغبر من ذوات الأطواق بقدر الحمام لها حسن الصوت يحكى أن الحيات تهرب من صوتها، وفي طبعها الأنس، فمن أجل ذلك تتخذ بيتها في البيوت، وهي من الحيوان الذي يعمر وقد ظهر منها ما عاش خمسا وعشرين سنة.
الخواص: دمها ينفع من الآثار في العين من ضربة أو قرحة إذا قطر فيها.
[(فأرة)]
وكنيتها أم خراب وغير ذلك وتسمى بالفويسقة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انتبه ليلة، فوجدها قد جذبت الفتيلة، وأحرقت طرف سجادته، فقتلها، وأمر بقتلها، وهي التي قطعت حبل سفينة نوح، وأذاها لا يكاد ينحصر ومنه: أنها تأتي إلى إناء الزيت، فتشرب منه، فإذا نقص صارت تشرب بذنبها، فإذا لم تصل إليه ذهبت وأتت في فيها بماء وأفرغتها فيه حتى يعلو لها الزيت، فتشربه، وربما وضعت فيه حجرا، فكسرته، ويقال إنها بقايا الممسوخين الذين كانوا يهودا ومن أراد أن يعلم ذلك فليضع لها لبن ناقة في إناء، فإن لم تشربه فهي منهم. الخواص: عنيه تشد على الماشي يسهل تعبه، وإذا بخر البيت بزبل الذئب أو الكلب ذهب منه الفأر.
[(فرس البحر)]
حيوان غليظ أفطس الوجه ناصيته كالفرس ورجلاه كالبقر وذنبه قصير يشبه ذنب الخنزير، وجلده يوجد بالنيل، ووجهه أوسع من وجه الفرس يصعد البر ويرعى الزرع، وربما قتل الإنسان وغيره.
[(فهد)]
حيوان شرس الأخلاق. قال أرسطو: هو متولد من الأسد والنمر في طبعه مشابهة بطبع الكلب، ونومه ثقيل، وفي طبعه الحنو على أنثاه وقيل: أول من صاد به كليب بن وائل وأول من حمله على الخيل يزيد بن معاوية وأكثر من اشتهر باللعب به أبو مسلم الخراساني.
[(فيل)]
حيوان يوجد بأرض الهند، وكنيته أبو الحجاج، والأنثى أم سبل وهو ينزو على أنثاه إذا بلغ من العمر خمس سنين، وتحمل أنثاه سنتين ثم تضع ولا يقربها الذكر في مدة حملها، ولا بعده بثلاث سنين ولا يلقح إلا ببلاده وإذا أرادت الوضع دخلت النهر لأن رجليها لا ينثنيان، فتخاف عليه، والذكر يحرسها خوفا على ولده من الحيات، فإنها تأكله، وهو عند شدة غلمته كالجمل، ويهيج في زمن الربيع، وزعم أهل الهند أن لسانه مقلوب، ولولا ذلك لكان يتكلم لشدة ذكائه، وقيل: إن ثدييه في صدره كالإنسان، وهو أضخم الحيوان، وأعظمه جرما، وما ظنك بخلق ربما كان نابه أكثر من ثلاثمائة سن، وهو مع ذلك أملح وأظرف من كل نحيف الجسم رشيق، وربما مر الفيل مع عظم بدنه خلف القاعدة فلا يشعر برجله ولا يحس بمروره لخفة همسه، واحتمال بعض جسده لبعض، وأهل الهند يزعمون أن أنياب الفيل، وقرناه يخرجان مستبطنين حتى يخرقان وخرطوم أنفه يده وبه يتناول الطعام إلى جوفه وبه يقاتل وبه يصيح وصياحه ليس في مقدار جرمه. وقيل: إن الفيل جيد السباحة وإذا سبح رفع خرطومه كما يغيب الجاموس جميع بدنه، إلا منخريه ويقوم خرطومه مقام عنقه والخرق الذي في خرطومه لا ينفذ، وإنما هو وعاء إذا ملأه من طعام أو ماء أولجه في فيه لأنه قصير العنق لا ينال ماء ولا مرعى، وأهل الهند تجعله في القتال وهو أيضا يقاتل مع جنسه، فمن غلب دخلوا تحت أمره. وقيل: جعل الله في طبع الفيل الهرب من السنور.
حكي عن هارون مولى الأزد أنه خبأ معه هرا ومضى بسيف إلى الفيل فلما دنا منه رمى بالهر في وجهه فأدبر