مفتّح الأجفان في نومه ... حتى إذا الشمس دنت للمغيب
أطبق جفنيه على خدّه ... وغاص في البركة خوف الرقيب «١»
وقال تميم بن المعز المصري:
رأيت في البركة لينوفر ... فقلت ما شأنك وسط البرك
فقال لي غرقت في أدمعي ... وصادني ظبي الفلا بالشّرك
فقلت ما بال اصفرار بدا ... فيك وما هذا الذي غيّرك
فقال لي ألوان أهل الهوى ... صفر ولو ذقت الهوى صفّرك
ومما قيل في البان:
قد أقبل الصيف وولّى الشتا ... وعن قليل تسأم الحرّا
أما ترى البان بأغصانه ... قد قلب الفرو إليّ تبرا
وقال آخر فيه:
أو ما ترى البان الذي يزهو على ... كل الغصون بقده الميّاس
وافى يبشّر بالربيع وقربه ... يختال في السنجاب والبرطاس
وقال في الشقيق:
حييته بشقائق في مجلس ... ورأى الرقيب فشقّ ذاك عليه
فاحمرّ من خجل فأنبت خدّه ... أضعاف ما حملت يداي إليه
وقال آخر:
لو لم أعانق من أحبّ بروضة ... أحداق نرجسها إلينا تنظر
ما انشقّ جيب شقيقها حسدا ولا ... بات النسيم بذيله يتعثّر
وقيل أن ابن الرومي زار قبر أخيه يوما فوجد الشقائق قد نبتت على قبره فأنشد يقول:
قالت شقائق قبره ... ولربّ أخرس ناطق
فارقته ولزمته ... فأنا الشقيق الصادق
وممّا قيل في المنثور:
تخال منثورها في الدوح منتثرا ... كأنّما صيغ من در وعقيان
والطير ينشد في أغصانه سحرا ... هذا هو العيش إلّا أنّه فاني
وقال آخر:
قد أقبل المنثور يا سيدي ... كالدرّ والياقوت في نظمه
ثناك لا زال كأنفاسه ... ومخّ من يشناك مثل اسمه «٢»
ولبعضهم فيه:
ولقد خلوت مع الأحبّة مرّة ... في روضة للزهر فيها معرك
ما بين منثور أقام ونرجس ... مع أقحوان وصفه لا يدرك
هذا يشير بأصبع وعيون ذا ... ترنو إليه وثغر هذا يضحك
ومما قيل في الياسمين:
والأرض تبسم عن ثغور رياضها ... والأفق يسفر تارة ويقطّب
وكأنّ مخضرّ الرياض ملاءة ... والياسمين لها طراز مذهب
وقال آخر:
رأيت الفال بشّرني بخير ... وقد أهدى إليّ الياسمين
فلا تحزن فإنّ الحزن شين ... ولا تيأس فإن اليأس مين «٣»
ومما قيل في السوسن للأخطل الأهوازي: