وإذا أوهنت قواك وجلّت ... كشفت عنك جملة وتخلّت
ولمحمد بن بشر الخارجي:
إن الأمور إذا اشتدت مسالكها ... فالصبر يفتح منها كلّ ما أرتجا
لا تيأسنّ وإن طالت مطالبه ... إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
ولزهير بن أبي سلمى:
ثلاث يعز الصبر عند حلولها ... ويذهل عنها عقل كلّ لبيب
خروج اضطرار من بلاد يحبّها ... وفرقة أخوان وفقد حبيب
وقال بعضهم:
عليك بإظهار التجلّد للعدا ... ولا تظهرن منك الذبول فتحقرا
أما تنظر الريحان يشمم ناضرا ... ويطرح في البيدا إذا ما تغيّرا
ولابن نباتة:
صبرا على نوب الزما ... ن وإن أبى القلب الجريح
فلكلّ شيء آخر ... إمّا جميل أو قبيح
وقال أبو الأسود وأجاد:
وإنّ امرءا قد جرّب الدهر لم يخف ... تقلّب عصريه لغير لبيب
وما الدهر والأيام إلا كما ترى ... رزيّة مال أو فراق حبيب
ومن كلام الحكماء: ما جوهد الهوى بمثل الرأي، ولا استنبط الرأي بمثل المشورة، ولا حفظت النعم بمثل المواساة، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر، وما استنجحت الأمور بمثل الصبر.
وقال نهشل:
ويوم كأنّ المصطلين بحرّه ... وإن لم يكن نار قيام على الجمر
صبرنا له صبرا جميلا وإنّما ... تفرّج أبواب الكريهة بالصبر
قال ابن طاهر:
حذّرتني وذا الحذر ... ليس يغني من القدر
ليس من يكتم الهوى ... مثل من باح واشتهر
إنما يعرف الهوى ... من على مره صبر
نفس يا نفس فاصبري ... فاز بالصّبر من صبر
وكان يقال: من تبصّر تصبّر. وكان يقال: إن نوائب الدهر لا تدفع إلا بعزائم الصبر. وكان يقال: لا دواء لداء الدهر إلا بالصبر.
ولله در القائل:
الدهر أدّبني والصبر ربّاني ... والفوت أقنعني واليأس أغناني
وحنكتني من الأيام تجربة ... حتى نهيت الذي قد كان ينهاني
وما أحسن ما قال محمود الوراق:
إني رأيت الصبر خير معوّل ... في النائبات لمن أراد معوّلا «١»
ورأيت أسباب القناعة أكدّت ... بعرى الغنى فجعلتها لي معقلا «٢»
فإذا نبا بي منزل جاوزته ... وجعلت منه غيره لي منزلا
وإذا غلا شيء عليّ تركته ... فيكون أرخص ما يكون إذا غلا
وقال بعضهم:
إذا ما أتاك الدهر يوما بنكبة ... فأفرغ لها صبرا ووسّع لها صدرا
فإن تصاريف الزمان عجيبة ... فيوما ترى يسرا ويوما ترى عسرا
وقال بعضهم: