مطية فارسها راجل ... تحمله وهو لها حامل
واقفة بالباب مزبولة ... لا تشرب الدهر ولا تأكل
وقال في طاحون:
ومسرعة في سيرها طول دهرها ... تراها مدى الأيام تمشي ولا تتعب
وفي سيرها ما تقطع الأكل ساعة ... وتأكل مع طول المدى ولا تشرب
وما قطعت في السير خمسة أذرع ... ولا ثلث ثمن من ذراع وأقرب
في دواة:
ومرضعة أولادها بعد ذبحهم ... لها لبن ما لذّ قط لشارب
وفي بطنها السكين والثدي رأسها ... وأولادها مدخورة للنوائب
وفي دواة أيضا:
وما أمّ يجامعها بنوها ... وليس عليهم تجب الحدود
كأنّهم إذا ولجوا حشاها ... أفاعي في أمكانها رقود
في قلم:
وأهيف مذبوح على صدر غيره ... يترجم عن ذي منطق وهو أبكم
تراه قصيرا كلما طال عمره ... ويضحي بليغا وهو لا يتكلم
وفيه أيضا:
بصير بما يوحى إليه وما له ... لسان ولا قلب ولا هو سامع
كأنّ ضمير القلب باح بسره ... إليه إذا ما حرّكته الأصابع
وفيه أيضا:
وأصفر عار أنحل السقم جسمه ... يشتّت شمل الخطب وهو جموع
حمى الجيش مفطوما كما كان تحتمي ... به الأسد في الغابات وهو رضيع
وقال أيضا:
وذي نحول راكع ساجد ... أعمى بصير دمعه جاري
ملازم الخمس لأوقاتها ... مجتهد في طاعة الباري
في مرملة «١» :
معشوقة لذوات العز قد صنعت ... حزينة ما تراها قطّ تبتسم
كأنها من صروف الدهر خائفة ... تبكي دماء على ما سطّر القلم
في كتاب:
وذي أوجه لكنّه غير بائح ... بسرّ وذو الوجهين للسرّ يظهر
تناجيك بالأسرار أسرار وجهه ... فتسمعها بالعين ما دمت تبصر
في سلطان حسن لابن أبي حجلة:
ما اسم محبّب للقلوب لأنّه ... حسن الحروف يجود بالإحسان
تصحيفه أمسى حبيبا كلما ... صحّفت أحرفه بحسن بيان
لو جاد لي يوما برؤية وجهه ... نلت المراد وعشت بالسلطان
في شبّابة:
وما صفراء شاحبة ولكن ... تزيّنها النضارة والشباب
مكتّبة وليس لها بنان ... منقبة وليس لها نقاب
تصبح لها إذا قبّلت فاها ... أحاديث تلذّ وتستطاب
ويحلو المدح والتشبب فيها ... وليست لاسعاد ولا الرباب
وفيها أيضا:
ومقروحة الأجفان مثلي شجيّة ... تناءت عن الأهلين أسقمها البعد