ثم انجلت القصة آخر النهار عن هذه القضية؛ وكان ذلك تفاؤلاً جرى على الألسنة بذكر تمرلنك، فإن الأيام لم تمض قليلاً حتى طرق البلاد، فلا قوة إلا بالله.
وفي ثالث شعبان نزل شهاب الدين الحسباني لولده تاج الدين عن درس الإقبالية وعمره يومئذ خمس عشرة سنة وحضره قضاة مصر والشام إلا حنبلي مصر وحفظ الخطبة جيداً وأداها أداءً حسناً وشرع في تفسير سورة الكهف وأعجبهم وأثنوا عليه.
وفي هذه السنة أثبت هلال شعبان ليلة السبت بحلب مع اتفاق أهل العلم بالنجوم أنه لا يمكن رؤيته فلما كان ليلة الأحد شهد اثنان برؤية هلال رمضان وهو أيضاً لا يمكن، وأصبحوا ليلة الإثنين فلم يروا شيئاً فأفطروا يوم الثلاثاء وهو سلخ رمضان في الحقيقة فأفطروا يوماً من آخر رمضان بمقتضى ذلك.
وفي شوال ضرب صدر الدين الأدمي في محاكمة بينه وبين بعض الناس بسبب إجازة لوقف الخاتونية فخرج ليحلف ثم اختلف كلامه وفهم منه الحاجب الاختلاف فغضب منه فكلمه بكلام غليظ ثم أمر بضربه فضرب على مقعدته بضعة عشر عصى وكان قد سعى في كتابة السر وكاد أمره أن يتم وجهزت خلعته ثم بطل ذلك فسعى في النيابة عن القاضي الحنفي فاستنابه فعن قريب وقع له ما وقع.
وفيها سعى القاضي بدر الدين ابن أبي البقاء في قضاء الشام وكتب توقيعه بذلك بشرط أن يستقر تدريس الشافعي لولده فلم يجب إلى ذلك فسعى في إبطال توليته لقضاء الشام واستقر فيها أخوه علاء الدين.