وأما الدين الثاني: فهو دين الذين هادوا، الذين منهم:{الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا}. والذين:{وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ}. والذين:{يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}. والذين:{يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}. والذين ياكلون الربا:{وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ}. والذين:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}. فهؤلاء أهل الدين الثاني.
وأما الدين الثالث: فدين {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}، الذين منهم الذين ضلوا عن سواء السبيل الذين غلوا في دينهم، وقالوا:{عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ}، واتخذوا رهبانهم {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ}.
وأما الدين الرابع: فدين الصابئة الذين منهم متألهو النجوم، عباد الشمس والقمر، والكواكب ومغيروهم، هم بالترتيب أول من عبد محسوسا سماويا.
وأما الدين الخامس: فدين المجوس الثنوية، الذين جعلوا إلهين: نوراً وظلمة، وعبدوا محسوسا أفاقيا.