فأبرأ العباد من الظلم من حافظ على أن لا يخرج عن حدود العلماء، ليكون أبعد أن يخرج من حدود السنة، ليكون أبعد أن يخرج من حدود الكتاب. فالظالم المنتهي ظلمه الخارج [عن الحدود الثلاثة: حد العالم، وحد السنة، وحد الله - انتهى.
{فَإِنْ طَلَّقَهَا}
قال الْحَرَالِّي: فردد معنى التسريح الذي بينه في موضوعه بلفظ الطلاق، لما هيأها بوجه إلى المعاد، وذلك فيما يقال من خصوص هذه الأمة، وأن حكم الكتاب الأول أن المطلقة ثلاثا لا تعود أبدا، فلهذا العود بعد زوج صار السراح طلاقا - انتهى.
{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا} لأن النكاح، كما
قال الْحَرَالِّي: عقد حرمة مؤبدة، لا حد متعة مؤقتة، فلذلك لم يكن الاستمتاع إلى أمد محللا في السنة وعند الأئمة، لما يفرق بين النكاح والمتعة من التأبيد والتحديد - انتهى.
قال الْحَرَالِّي:[لما جعل الطلاق سراحا جعل تجديد النكاح مراجعة] كل ذلك إيذانا بأن الرجعة للزوج أولى من تجديد الغير - انتهى.
{فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}
وقال الْحَرَالِّي: ولما كان للحد المحدود الفاصل بين أمرين متقابلين بلوغ وهو الانتهاء إلى أول حده، وقرار وهو الثبات عليه ومجاوزة لحده، ذكر، سبحانه وتعالى، البلوغ الذي هو الانتهاء إلى أول الحد، دون المجاوزة والمحل، والأجل مشارفة انقضاء أمد الأمر، حيث يكون منه ملجأ الذي هو مقلوبه، كأنه مشارفة فراغ المدة - انتهى.