سورة آل عمران منزلة تاج الراكب، وكان منزلة سورة البقرة منزلة سنام المطية، قال - صلى الله عليه وسلم - "لكل شيء سنام، وسنام القرآن سورة البقرة لكل شيء تاج، وتاج القرآن سورة آل عمران".
[وإنما بدئ هذا الترتيب لسورة الكتاب، لأن علم الكتاب أقرب إلى المخاطبين من تلقي علن أمر الله، فكان في تعلم سورة البقرة والعمل بها تهيؤ لتلقي ما تضمنته سورة آل عمران -]، ليقع التدرج والتدرب بتلقي الكتاب حفظا، وبتلقيه على اللقن، منزل بما أبداه علنه في هذه السورة.
وبذلك يتضح أن إحاطة {الم} المنزلة في أول سورة البقرة إحاطة كتابية، بما هو قيامه وتمامه، ووصلة ما بين قيامه وتمامه، وأن إحاطة {الم} المنزلة في أول هذه السورة إحاطة إلاهية حيايية قيومية، مما بين غيبة عظمة اسمه "الله" إلى تمام قيوميته البادية في تبارك ما أنبأ عنه اسمه {الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وما أوصله لطفه من مضمون توحيده المنبئ عنه كلمة الإخلاص في قوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} فلذلك كان هذا المجموع في منزله قرآنا حرفيا، وقرآنا كلميا اسمائيا،