للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عامل به، عالم بطية الفرقان خبير به، وبين تارك لحكم الكتاب، غافل عن علم الفرقان - انتهى.

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى}

قال الْحَرَالِّي: لما تكمل إقبال الخطاب عليهم مرات؛ بما تقدم من ندائهم والعطف على ما في صلته، صرف الحق وجه الخطاب عنهم إلى ذكر خطاب نبيه، - صلى الله عليه وسلم -، لهم، فإن الله يخاطب العباد بإسقاط الواسطة بينه وبينهم، ترفيعا لأقدارهم لديه، فيرفع من شاء فيجيبه بما شاء، ويوقف من شاء، فيجعل بينه وبينه في الخطاب واسطة من نبيه، فلما قررهم بما مضى من التذكير على ما واجههم به الحق، تعالى، ذكر في هذه الآية تقريرهم على ما خاطبهم به نبيهم، حين أعرض الحق عن خطابهم بما أصابوه من قبيح خطيئتهم - انتهى.

{لِقَوْمِهِ} والقوم،

قال الْحَرَالِّي: اسم من لهم منة في القيام بما هم مذكورون به، ولذلك يقابل بلفظ النساء، لضعفهن فيما يحاولنه، وفيه تخويف لهذه الأمة أن يصيبهم مثل ما أصابهم في خطاب ربهم، فيعرض عنهم - انتهى.

{بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} هذا هو أسوأ الظلم، فإن المرء لا يصلح أن يتذلل ويتعبد لمثله، فكيف لمن دونه من حيوان، فكيف بما يشبه الحيوان من جماد الذهب، الذي هو من المعادن، وهو أخفض المواليد رتبة، حين لم تبلغها حياتها أن تبدو فوق الأرض، كالنبات من النجم والشجر، ولما فيه من الانتفاع بما يكون

<<  <   >  >>