قال الْحَرَالِّي: وفي معنى لفظ الخلود إعلام بسكون الأنفس إليها لما فيها من موافقتها - انتهى.
{وَرِضْوَانٌ}
قال الْحَرَالِّي: بكسر الراء وضمها [اسم -] مبالغة في معنى الرضى، وهو على عبرة امتلاء، بما تعرب عنه الألف والنون، وتشعر ضمة رائه بظاهر إشباعه، وكسرتها بباطن إحاطته - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: لما وصف، تعالى، قلوبهم بالتقوى، وبرأهم من الاستغناء بشيء من دونه، وصف أدبهم في المقال فقال:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا}.
قال الْحَرَالِّي: وبين المغفرة على مجرد الإيمان إشارة إلى أنه لا تغيرها الأفعال، من ترتب إيمانه على تقوى غفرت ذنوبه. فكانت مغفرة الذنوب لأهل هذا الأدب في مقابلة الذين أخذهم الله بذنوبهم من الذين كذبوا، ففي شمول ذكر الذنوب في الصنفين إعلام بإجراء قدر الذنوب على الجميع، فما كان منها مع التكذيب أخذ به، وما كان منها مع التقوى والإيمان غفر له - انتهى.
{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
قال الْحَرَالِّي: ولما وصف تقوى قلوبهم باطنا، وأدب مقالهم ظاهرا، وصف لهم أحوال أنفسهم، ليتطابق ظاهر أمرهم بمتوسطه وباطنه فقال:{الصَّابِرِينَ} فوصفهم بالصبر إشعارا بما ينالهم من سجن الدنيا