للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو غيب. {وَلَا تَعْثَوْا} من العثو، وهو أشد الفساد، وكذلك العثي، إلا أنه يشعر هذا التقابل بين الواو والياء، أن العثو إفساد أهل القوة بالسطوة، والعثى إفساد أهل المكر بالحيلة - انتهى.

قال الْحَرَالِّي: وفيه إشعار بوقوع ذلك منهم، لأن في كل نهى إشعارا بمخالفته، إلا ما شاء الله، وفي كل أمر إشعارا بموافقته إلا ما شاء الله، لأن ما جبل عليه المرء لا يؤمر به؛ لاكتفاء إجباره فيه طبعا عن أمره، وما منع منه لاينهى عنه، لاكتفاء إجباره عن أمره، وإنما مجرى الأمر والنهي توطئة لإظهار الكيان في التفرقة بين مطيع وعاص، فكان منهم لذلك من العثي ما أوجب ما أخبر به الحق عنهم من الهوان، وأشد الإفساد إفساد بنيان الحق الذي خلقه بيده، وهي مباني أجساد بني آدم، فكيف بالمؤمنين منهم؟! فكيف بالأنبياء منهم؟! انتهى.

{لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ}

قال الْحَرَالِّي: الطعام ما يقوت المتطعم، ويصير جزاء منه {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} الآية - انتهى.

{فَادْعُ لَنَا}

قال الْحَرَالِّي: من الدعاء، وهو نداء لاقتضاء غلبة لما تدعو الحاجة إليه من القائم على الداعي بتذلل وافتقار، وهو في مقابلة الأمر من الأعلى، لأنه اقتضاء لما لا تدعو إليه الحاجة من الآمر، لأن الآمر بالحقيقة إنما هو الغني لا المفتقر لما يقتضيه - انتهى.

{مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} من الإنبات، وهو التغذية والتنمية. قاله الْحَرَالِّي.

{مِنْ بَقْلِهَا}

قال الْحَرَالِّي: البقل ما يكثر به الأدم، والأدم الأشياء الدسمة، فما يصلح معها من نجم الأرض فهو بقل - انتهى.

<<  <   >  >>