وقال: فيه إشعار بإمهال الله، عز وجل، لهذه الأمة رعاية لنبيها [فأحسب -] فاجرها وكافرها بعذاب الآخرة، ولو عاجل مؤمنها بعقوبة الدنيا، فخلص لكافرها الدنيا، ولمؤمنها الآخرة، وأنبأ بطول المقام والخلود فيها.
{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
قال الْحَرَالِّي: ففي إفهامه أن التسليط في هذا اليوم له، وفيه إشعار وإنذار بما وقع في هذه الأمة، وهو واقع، وسيقع، من خروجهم من السلم إلى الاحتراب بوقوع الفتنة في الألسنة والأسنة على أمر الدنيا، وعودهم إلى أمور جاهليتهم، لأن الدنيا أقطاع الشيطان، كما أن الآخرة خلاصة الرحمن. فكان ابتداء الفتنة منذ كسر الباب الموصد على السلم، وهو عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، فلم يزل الهرج، ولا يزال، إلى أن تضع الحرب أوزارها.