للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموفي. {عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ} من الغم، وهو ما يغم النور أي يغطيه - انتهى.

{وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ}

قال الْحَرَالِّي: هو ما جاء بغير كلفة؛ الكمأة من المن. {وَالسَّلْوَى}

قال الْحَرَالِّي: والسلوى اسم صنف من الطير، يقال هو السماني أو غيره - انتهى.

{كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ}

قال الْحَرَالِّي: والطيب ما خلص من منازع يشارك فيه وطيبه من سوى الأكل له، أي لم ينازعه وليس فيه حق لغيره، ومنه الطيب في المذاق، وهو الذي لا ينازعه تكره في طعمه؛ وهذا زاد على ذلك بكونه لم يكن عن عمل حرث ولا معاملة مع خلق - انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: ثم أعرض بالخطاب عنهم، وأقبل به على محمد، - صلى الله عليه وسلم -، ومن معه - انتهى.

{وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

قال الْحَرَالِّي: وفيه إشعار بتحذير هؤلاء أن يروا نحواً مما رأوا، فينالهم نحو مما نالوه، لأن قصص القرآن ليس مقصوده مقصوراً على ذكر الأولين فقط، بل كل قصة منه إنما ذكرت لما يلحق هذه الأمة في أمد يومها من شبه أحوال من قص عليهم قصصه انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: لما ذكر، تعالى، عظيم فضله عليهم في حال استحقاق عقوبتهم في تظليل الغمام، وإنزال المن والسلوى، وهو مبتدأ أمر تيههم، حين أبوا أن يقاتلوا الجبارين - نظم به آخر أمر تيههم بعد وفاة موسى وهارون، عليهما السلام، حين دخولهم مع يوشع، عليه السلام، وما أمروا به من دخول البلد المقدس، متذللين بالسجود الذي هو أخص رتب العبادة، وكمال عمل العامل، ودنو من الحق - انتهى.

<<  <   >  >>