للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تحل لمحمد ولا لآل محمد، لأنها طهرة وغسول، يعافها أهل الرتبة [العلية -] والاصطفاء.

وقال: والهدية أجل حق المال، لأنها لمن فوق رتبة المهدي، والهبة لأنها للمثل، {فَنِعِمَّا هِيَ} فجمع لها الأمداح المبهمة، لأن {نَعَمْ} كلمة مبالغة، تجمع المدح كله و {مَا}. كلمة مبهمة، تجمع الممدوح، فتطابقتا في الإبهام.

{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}

قال الْحَرَالِّي ما معناه: إن الأنصار، رضي الله تعالى عنهم، من أول مراد بهذه الجملة، لأنه، سبحانه وتعالى، جعل فيهم نصرة دينه.

ولما كان المقصود الأعظم في هذه الحكمة وهذا الهدي، إنما هو الهدى للتوسل إلى الجواد بالجود بالنفس والمال النائل عموما القريب والبعيد، والمؤمن والكافر، بمنزلة المطر الجود الذي يأخذ السهل والجبل، حتى كان هذا الخطاب صارفا لقوم

<<  <   >  >>