للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}

قال الْحَرَالِّي: قررهم حتى لا يكون لهم ثانية، وأعلم بذلك عباده من ولد آدم حتى يستنوا بحكم التسليم لله فيما يبديه من غير تعرض ولا اعتراض {فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ}. انتهى.

قال الْحَرَالِّي: وفي صيغة تكتمون من الدلالة على تمادي ذلك في كيانهم، ما في صيغة تبدون من تمادي بادي ذلك منهم - انتهى.

وقال الْحَرَالِّي: لما أنبأ تعالى بأمر مفاوضة الملائكة وما كان من ادعائهم وتسليمهم الأمر لله ولمن علمه الله وهو آدم، عليه السلام، نظم بذلك نبأ انقيادهم لآدم فعلا، كما انقادوا له علما، تماما لكمال حالهم في التسليم علما وعملا، فقال تعالى: انتهى.

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا}

قال الْحَرَالِّي: فجعله بابا إليه وكعبة يجلونه بجلاله تعالى، ومحرابا وقبلة، يكون سجودهم له سجودا لله تجاه آدم، كسجود آدم تجاه الكعبة، وظهر بذلك سوء إباء إبليس عن السجود، حين خالفهم في طينة الكيان، لأن الملائكة خلقت من نور، والنور طوع لا يحوزه أين، ولا يختصه جهة، ولأن الجان خلقت من نار وهي مما يحوزه أين وتختصه جهة لا يرجع عنها إلا بقهر وقسر، فلم ينزل عن رتبة قيامه في جبلته لمخلوق الطين، حيث لم يشعر بإحاطة خلق آدم كما تلقته الملائكة - انتهى.

<<  <   >  >>