للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معرفة أخذ للأرض إلى نهايتها وكمالها، ولذلك قال عليه السلام: "من أغتصب شبرا من أرض طوقه من سبع أرضين" وكذلك ذكر السماء أخذ لها إلى نهايتها وكمالها، وقدم الأرض لأن نظر النفوس إلى ما تحتها أسبق لها من نظرها إلا ما علا عليها.

ثم قال: ولوضوح آية الربوبية تقلدها الأكثر، وإنما توقفوا في الرسالة، ولذلك وصل ذكر الرسالة بالتهديد. انتهى.

{أَنْدَادًا}

قال الْحَرَالِّي: جمع ند، وهو المقاوم في صفة القيام والدوام، وعبر بالجعل لأن بالجعل والمصير، من حال إلى حال أدنى منها، ترين الغفلة على القلوب، حتى لا تشهد في النعم والنقم إلا الخلق من ملك أو ذي إمرة، أو من أي ذي يد عليا كان، ولما شهدوا ذلك منهم تعلق بهم رجاؤهم وخوفهم، وعاقبهم ربهم على ذلك بأيديهم، فاشتد داعي رجائهم لهم، وسائق خوفهم منهم، فتذللوا لهم وخضعوا، فصاروا بذلك عبدة الطاغوت، وجعلوهم لله أنداداً. انتهى.

{وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وفيه كما

قال الْحَرَالِّي: إعلام بظهور آيات ما يمنع جعل الند لما يشاهد أن جميع الخلق أدناهم وأعلاهم مقامون من السماء وفي الأرض ومن الماء، فمن جعل لله ندا، مما حوته السماء والأرض، واستمد من الماء، فقد خالف العلم الضروري الذي به تقلد التذلل للربوبية في نفسه، فإن يحكم بذلك على غيره مما حاله كحاله أحق في العلم. انتهى.

{مِمَّا نَزَّلْنَا}

قال الْحَرَالِّي: من التنزيل، وهو التقريب للفهم بتفصيل وترجمة، ونحو ذلك. انتهى.

<<  <   >  >>