وخفي في توالج أحوال الكائن القائم، لأن الإحكام والاشتباه متراد بين الآيتين: آية الكائن القائم الآدمي، وآية الكون الدائر العرشي، فما وقع اشتباهه في أحدهما ظهر إحكامه في الآخر، فقال سبحانه وتعالى:{تُولِجُ} من الولوج، وهو الدخول في الشيء الساتر لجملة الداخل. {اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} فيه تفصيل من مضاء قدرته، فهو، سبحانه وتعالى، يجعل كل واحد من المتقابلين بطانة للآخر، والجأ فيه على وجه لا يصل [إليه -] منال العقول، لما في المعقول من افتراق المتقابلات، فكان في القدرة إيلاج المتقابلات بعضها في بعض، وإيداع بعضها في بعض، على وجه [لا - يتكيف بمعقول ولا ينال بفكر - انتهى.
{وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ}
قال الْحَرَالِّي: ولما جعل المتعاقبين من الليل والنهار متوالجين، جعل المتباطنين من الحي والميت مخرجين، فما ظهر فيه الموت بطنت فيه الحياة، وما ظهرت فيه الحياة بطن فيه الموت - انتهى.