للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بواطنهم بأحد من دونه، حين أبدى لهم انفراده بإظهارهم خلقا دون ملائكته الأكرمين، حتى لا تعلق قلوبهم بغيره من أهل الاصطفاء، فكيف بمن يكون في محل البعد والإقصاء؟ توطئة لقبيح ما يقع من بعضهم من أتباع خطوات الشيطان، وذلك لأن في كل آية معنى تنتظم به بما قبلها، ومعنى تتهيأ به للانتظام بما بعدها، وبذلك كان انتظام الآي داخلا معنى الإعجاز الذي لا يأتي الخلق يمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.

{إِنِّي} إن حرف يفهم توكيداً من ذات نفس المؤكد وعلمه، والياء اسم على يخص المضيف إلى نفسه الذي يضيف الأشياء إليه. {جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ} ولما كانت خلافة آدم، عليه السلام، كاملة في جميع الأرض بنفسه وبذريته وحد لذلك، مع أنه يصح أن يراد به الجنس، فقال: {خَلِيفَةً} الخليفة ذات قائم بما يقوم به المستخلف على حسب رتبة ذلك الخليفة منه، فهو خليقة الله في كونه، ملكه وملكوته، وهم أيضا بعضهم خلفاء بعض، فهو خليفة بالمعنيين. انتهى.

{وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}

قال الْحَرَالِّي: (السفك) وهو سكب بسطوة. "الدِّمَاءَ" أي بغير حقها بالقوة الغضبية، لعدم عصمتهم وخلقهم جوفا، يتمالكون، وأصحاب شهوات عليها يتهالكون.

<<  <   >  >>