للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَالصَّادِقِينَ}

قال الْحَرَالِّي: في عطف الصفات ما يؤذن بكمال الوصف، لأن العرب تعطفها إذا كملت، وتتبع بعضها بعضا إذا تركبت والتأمت. يعني مثل: الرمان حلو حامض - إذا كان غير صادق الحلاوة ولا الحموضة - ففي العطف إشعار بكمال صبرهم عن العاجلة، على ما عينه حكم النظم في الآية السابقة، ومن شأن الصابر عن الدنيا الصدق، لأن أكثر المداهنة والمراءاة إنما ألجأ إليها التسبب إلى كسب الدنيا، فإذا رغب عنها لم يحمله على ترك الصدق حامل، فيتحقق به فيصدق في جميع أموره، والصدق مطابقة أقواله وأفعاله لباطن حاله في نفسه، وعرفان قلبه - انتهى.

{وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ}

قال الْحَرَالِّي: فيه إشعار بأن من صبر نول، ومن صدق أعلى، ومن قنت جل وعظم قدره، فنوله الله ما يكون له منفقا، والمنفق أعلى حالا من المزكي، لأن المزكي يخرج ما وجب عليه فرضا، والمنفق يجود بما في يده فضلا - انتهى.

{وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}

قال الْحَرَالِّي: وهو جمع سحر، وأصل معناه التعلل عن

<<  <   >  >>