للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للاستقبال، حتى تفيد دوام الاستصحاب {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}.

قال: من حيث رتبة هذا الصنف من الناس من الأعراب وغيرهم، وأما المؤمنون أي الراسخون، فقد علمهم الله من علمه ما علموا أن القتال خير لهم، وأن التخلف شر لهم - انتهى.

{وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}

قال الْحَرَالِّي: والصد: صرف إلى ناحية بإعراض وتكره، والسبيل: طريق الجادة الجادة عليه الظاهر لكل سالك منهجه.

{حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}

قال الْحَرَالِّي: الاستطاعة: مطاوعة النفس في العمل، وإعطاؤها الانقياد فيه.

ثم قال: فيه إشعار بأن طائفة ترتد عن دينها، وطائفة تثبت، لأن كلام الله لا يخرج في بته واشتراطه إلا لمعنى واقع لنحو ما، ويوضحه تصريح الخطاب في قوله: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ} إلى آخره، وهو من الرد، ومنه الردة، وهو كف بكره لما شأنه الإقبال بوفق - انتهى.

{فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ}

وقال الْحَرَالِّي: من الحبط، وهو فساد في الشيء الصالح، يأتي عليه من وجه يظن به صلاحه، وهو في الأعمال بمنزلة البطح في الشيء

<<  <   >  >>