{تِلْكَ الرُّسُلُ} وجعل الْحَرَالِّي: التعبير بتلك التي هي أداة التأنيث دون أولئك التي هي إشارة المذكر، توطئة وإشارة لما يذكر بعد من اختلاف الأمم بعد أنبيائها.
وقال: يقول فيه النحاة إشارة لجماعة المؤنث، إنما هو في العربية لجماعة ثانية في الرتبة، لأن التأنيث أخذ الثواني عن أولية تناسبه في المعنى وتقابله في التطرق.
قال: ومن لسن العرب وإشارة تأسيس كلمها أن المعنى متى أريد إرفاعه أطلق عن علامة الثاني في الرتبة وإشارته، ومتى أريد إنزاله قيد بعلامة الثاني وإشارته.
ثم قال: ففي ضمن هذه الإشارة لأولي التنبه إشعار بما تتضمنه الآية من الإخبار النازل عن رتبة الثبات والدوام إلى رتبة الاختلاف والانقطاع، كما أنه لما كان الذكر واقعا في محل إعلاء في آية الأنعام، قيل:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.