للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه أشد عملا لتقويها به عليه، ويفهم اعتبارها بنار الدنيا انقداحها من أعمال المجزيين بها ومن كونهم، فهم منها مخلوقون، وبها مغتذون، إلا أنها منطفية الظاهر في الدنيا، متأججة في يوم الجزاء ومثال كل مجزي منها بمقدار ما في كونه من جوهرها.

قال: وفي ذكر الحجارة إفهام عموم البعث والجزاء لما حوته السماء والأرض، وأن كل شيء، ليس الثقلين فقط، يعمه القسم بين الجنة والنار، كما عمه القسم بين الخبيث والطيب، وإنما اقتصر في مبدأ عقيدة الإيمان على الإيمان ببعث الثقلين وجزائهم تيسيراً واستفتاحا، وما سوى ذلك فمن زيادة الإيمان وتكامله، كما قال: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} ومن العلماء من وقف بإيمانه على بعث الثقلين وجزائهما، حتى إن منهم من ينكر جزاء ما سواهما، ويتكلف تأويل مثل قوله عليه السلام: "يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء". انتهى.

{أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}

قال الْحَرَالِّي: وهي عدة الملك الديان لهم بمنزلة سيف الملك من ملوك الدنيا. انتهى.

{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}

قال الْحَرَالِّي: والبشرى إظهار غيب المسرة بالقول. {وَعَمِلُوا}

قال الْحَرَالِّي: من العمل وهو فعل بني على علم أو زعمه.

{الصَّالِحَاتِ}:

قال الْحَرَالِّي جمع صالحة وهو العمل المتحفظ به من مداخل الخلل فيه، وإذا كانت البشرى لهؤلاء فالمؤمنون أحق بما فوق البشرى، وإنما يبشر من يكون على خطر، والمؤمن مطمئن، فكيف بما فوق ذلك من رتبة الإحسان، إلى مالا عين رأت ولا أذن سمعت، وما لايناله علم نفس، ولا خطر على قلب بشر.

<<  <   >  >>