قال عمر، رضي الله عنه، لما بنى الرحبة: من أراد أن يلغط أو يتحدث أو ينشد شعرا فليخرج إلى هذه الرحبة. وقال، - صلى الله عليه وسلم -: "جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وسل سيوفكم، وبيعكم وشراءكم، وابنوا على أبوابها المطاهر" ففي كل ذلك إنباء بأن من عمل في مساجد الله بغير ما وضعت له من ذكر الله كان ساعيا في خرابها، وناله الخوف في محل الأمن انتهى.
{وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} فأنبأ تعالى، كما
قال الْحَرَالِّي: بإضافة جوامع الآفاق إليه إعلاما بأن الوجهة لوجهه لا للجهة، من حيث إن الجهة له. انتهى.
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}
وقال الْحَرَالِّي: وأبهم المولى ليقع تولي القلب لوجه الله، حين تقع محاذاة وجه الموجه الظاهر للجهة المضافة لله - انتهى.
{إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
قال الْحَرَالِّي: في "شرح الأسماء" والسعة: المزيد على الكفاية من نحوها، إلى أن ينبسط إلى ما وراء؛ امتداد [و] رحمة وعلما، {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}. {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}. {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}. ولا تقع السعة إلا مع إحاطة العلم والقدرة وكمال الحلم، وإفاضة الخير والنعمة، لمقتضى كمال الرحمة، ولمسرى النعمة في وجوه