للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الفريق بالعلم إشعار بفرقان ما بين حال من يعرف، وحال من يعلم، فلذلك كانوا ثلاثة أصناف: عارف ثابت، وعارف منكر هو أرداهم، وعالم كاتم لاحق به.

وفي مثال يكتمون ويعلمون إشعار بتماديهم في العلم، وتماديهم في الكتمان، ولأن هذا المجموع يفيد قهر الحق للخلق بما شاء منهم من هدي وفتنة، لتظهر فيها رحمته ونقمته، وهو الحق الذي هو ماضي الحكم، الذي جبلة محمد، - صلى الله عليه وسلم -، تتقاضى التوقف فيه، لما هو عليه من طلب الرحمة ولزوم حكم الوصية، خاطبه الحق بقوله: {الْحَقُّ} أي هذا التفريق والتصنيف، الموجب لعمارات درجات الجنة، وعمارات دركات النار، هو الحق، أو يكون المعنى: الحق الذي أخبرت به في هذه السورة، أو الآيات، أو جنس الحق، كائن {مِنْ رَبِّكَ} المحسن إليك بطرد ما يضر أتباعه، كما هو محسن إليك بالإقبال بمن ينفع أتباعه {فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} فيما فسر نحوه من اشتباه المرتبتين: الواقعة منه فيما بين الفضل والعدل، والواقعة من غيره فيما بين الجور والعدل - انتهى. وفيه زيادة وتغيير.

قال الْحَرَالِّي: والممتري: من الامتراء، وهو تكلف المرية، وهي مجادلة تستخرج السوء من خبيئة المجادل، من امتراء ما في الضرع، وهو استئصاله حلبا، ولأنه حال الشاك ربما أطلق عليه.

{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}

قال الْحَرَالِّي: في قراءة موليها - بالكسر - إشعار باختلاف جبلات أهل الملل، وإقامة كل طائفة منهم بما جبلت عليه، وفي قراءة

<<  <   >  >>