قال الْحَرَالِّي: فيه إعلام بوقوع الغلبة عليهم غلبة لا نصرة لهم فيها، في يوم النصر الموعود في سورة الروم، التي هي تفصيل من معنى هذه السورة، في قوله تعالى: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} فهم غير داخلين فيمن ينصر بما قد ورد أنهم يقتلون في آخر الزمان، حتى يقول الحجر: يا مسلم، خلفي يهودي فاقتله، حتى لا يبقى منهم إلا من يستره شجر الفرقد، كما قال، - صلى الله عليه وسلم -: "إنه من شجرهم". وفي إفهامه أن طائفة من أهل الإنجيل يقومون بحقه، فيكونون ممن تشملهم نصرة الله، سبحانه وتعالى، مع المسلمين، فتنتسق الملة واحدة، مما يقع من الاجتماع، حين تضع الحرب أوزارها - انتهى.
وقال الْحَرَالِّي: كتابهم الخاص بهم نصيب من الكتاب الجامع، وما أخذوا من كتابهم نصيب من اختصاصه، فإنهم لو استوفوا حظهم منه لما عدلوا في الحكم عنه، ولرضوا به، وكان في هذا التعجيب أن يكون غيرهم يرضى بحكم كتابهم، ثم لا يرضون هم به - انتهى.