{يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ} أظهر الاسم الشريف، ولم يقل: إلى كتابهم، احترازا عما غيروا وبدلوا، ولأنهم إنما دعوا إلى كتاب الله الذي أنزل على موسى، عليه الصلاة والسلام، لا إلى ما عساه أن يكون بأيديهم، مما غيروا - نبه عليهم الْحَرَالِّي.
{لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}
قال الْحَرَالِّي: في إشعاره أن طائفة منهم على حق منه، أي وهم المذعنون لذلك الحكم الذي دعا إليه انتهى.
{ثُمَّ}
وقال الْحَرَالِّي: في إمهاله ما يدل على تلددهم وتبلدهم في ذلك، بما يوقعه الله من المقت والتحير على من دعى إلى حق فأباه، وفي صيغة يتفعل في قوله {يَتَوَلَّى} ما يناسب معنى ذلك في تكلف التولي على انجذاب من بواطنهم لما عرفوه وكتموه، وصرح قوله:{فَرِيقٌ مِنْهُمْ} بما أفهمه ما تقدم من قوله: {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ} فأفهم أن طائفة منهم ثابتون قائلون لحكم كتاب الله تعالى، وأنبأ قوله المشير إلى كثرة أفراد هذا الفريق {وَهُمْ مُعْرِضُونَ} بما سلبوه من ذلك التردد والتكلف، فصار وصفا لهم، بعد