لها منه إلا ما لا تعلمه شمالها، التي هي التفاتها وتباهيها، ويختص بيمينها التي هي صدقها وإخلاصها - انتهى.
{كُتِبَ}
وقال الْحَرَالِّي: لما التف حكم الحج بالحرب تداخلت آيات اشتراكهما، وكما تقدم تأسيس فرض الحج في آية:{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} انتظم به كتب القتال، والفرض من الشيء ما ينزل بمنزلة الجزء منه، والكتب ما خرز بالشيء فصار كالوصلة فيه، كما جعل الصوم، لأن في الصوم جهاد النفس، كما أن في القتال جهاد العدو، فجرى ما شأنه المدافعة بمعنى الكتب، وما شأنه العمل والإقبال بمعنى الفرض، وهما معنيان مقصودان في الكتاب والسنة، تحق العناية بتفهمهما، لينزل كل من القلب في محله، ويختص النية في كل واحد على وجهه.
وقد كان من أول منزلة آي القتال:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} فكان الأول إذنا لمن شأنه المدافعة عن الدين بداعية من نفسه، من نحو ما كانت الصلاة قبل الفرض واقعة من الأولين بداعية من حبهم لربهم، ورغبتهم إليه [في الخلوة به، والأنس بمناجاته، فالذين كانت صلاتهم حبا، كان الخطاب لهم بالقتال إذنا لتلفتهم