للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم حال المستبعد الذي انتهت غايته إلى -] علم وإيمان.

وأنهى الخطاب إلى حال المؤمن الذي انتهى حاله إلى يقين وطمأنينة ورؤية ملكوت في ملكوت الأرض. انتهى.

{قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى}

قال الْحَرَالِّي: طلب ما هو أهله بما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فمن ملكوت الأرض الإحياء فقرره، سبحانه وتعالى، على تحقيق ابتداء حاله من تقرر الإيمان، فقال مستأنفا: {قَالَ} ولما كان التقدير: ألم تعلم أني قادر على الإحياء، لأني قادر على كل شيء؟ عطف عليه قوله: {أَوَلَمْ تُؤْمِنْ}؟ فإن الإيمان يجمع ذلك كله {قَالَ بَلَى} فتحقق أن طلبه كيفية الإحياء ليس عن بقية تثبيت في الإيمان، فكان في إشعاره أن أكثر طالبي الكيف في الأمور إنما يطلبونه عن وهن في إيمانهم، ومن طلب لتثبت الإيمان، مع أن فيما دون الكيف من الآيات كفايته، لم ينتفع بالآية في إيمانه، لأن كفايتها فيما دونه، ولم يعل لليقين لنقص إيمانه عن تمام حده، فإذا تم الإيمان بحكم آياته التي في موجود حكمة الله في الدنيا بيناته، ترتب عليه برؤية ملكوت شهود الدنيا رتبة اليقين، كما وجد تجربته أهل الكشف من الصادقين في أمر الله، حيث أورث لهم اليقين، ومتى شاركهم في أمر من رؤية الكشف أو الكرامات ضعيف الإيمان طلب فيه تأويلا، وربما كان عليه فتنة تنقصه مما كان عنده من حظ من إيمانه، حتى ربما داخله نفاق لا ينفك منه إلا أن يستنقذه الله، فلذلك أبدى

<<  <   >  >>