{عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا} فجعل قلب المؤذي المنان بمنزلة الصفوان الذي أصابه وابل المطر، فأذهب عائد نفقته، كما أذهب بذر الحارث على الصفوان وابل المطر الذي شأنه أن يصلح البذر. قاله الْحَرَالِّي، وفيه تصرف.
{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ}
قال الْحَرَالِّي: عطفا على {كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} عطف مقابلة وعلى {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} عطف مناسبة - انتهى.
{ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}
قال الْحَرَالِّي: والمرضاة مفعلة لتكرر الرضى ودوامه - انتهى.
{كَمَثَلِ جَنَّةٍ}
قال الْحَرَالِّي: ولما كان حرث الدين حبا وثمراً جعل نفقات الأخرى كذلك حبا وثمرا، فمن أنفق في السبيل جعل مثله كالحب، ومن أنفق ابتغاء لمرضاة الله جعل مثله كالجنة التي لها أصل ثابت تدور عليها الثمرات [وهي ثابتة -] وتستغني من الماء بما لا يستغني به الحرث، لأن الحرث مستجد