للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في كل وقت، كما أن الجهاد واقع عند الحاجة إليه، والمنفق ابتغاء مرضاة الله ينفق في كل وجه دائم الإنفاق، فكان مثله مثل الجنة الدائمة، ليتطابق المثلان بالممثولين، فعمت هذه النفقة جهات الإنفاق كلها في جميع سبل الخير - انتهى.

{بِرَبْوَةٍ}

قال الْحَرَالِّي: في إعلامه أن خير الجنات ما كان في الربوة لتنالها الشمس وتخترقها الرياح اللواقح، فأما ما كان من الجنان في الوهاد تجاوزتها الرياح اللواقح من فوقها فضعفت حياتها لأن الرياح هي حياة النبات "الريح من نفس الرحمان" - انتهى.

{فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ}

قال الْحَرَالِّي: الطل [سن] من أسنان المطر، خفي لا يدركه الحس حتى يجتمع، فإن المطر ينزل خفيا عن الحس، وهو الطل، ثم يبدو بلطافة وهو الطش، ثم يقول وهو الرش، ثم يتزايد ويتصل وهو الهطل، ثم يكثر ويتقارب وهو الوابل، ثم يعظم سكبه وهو الجود، فله أسنان مما لا يناله الحس للطافته، إلى ما لا يحمله الحس كثرة - انتهى.

{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}

وقال الْحَرَالِّي: ولما ئراجع خبر الإنفاقين ومقابلهما تراجعت أمثالها، فضرب لمن ينفق مقابلا لمن يبتغي مرضاة الله، تعالى،

<<  <   >  >>